1- اعتماد الحوار المباشر بين الأطراف اللبنانية,بما يؤكد أن الأمر شأن داخلي لبناني .
2- نجاح المساعدة العربية,خصوصاً التي قدمتها قطر المستضيفة للقاء, على أن تكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف,وليست طرفاً.
3- اتجاه الأطراف المتحاورة على أن تمثل لبنان دون أي مصالح أخرى.
جهود غير منظورة ..لكن منشأها السياسي منظور ومعروف ومعلن في إطار المواقف السورية التي تقوم على مبدأ الالتزام القومي,والعمل الصادق لاستعادة التضامن العربي.
ظهر ذلك بوضوح في القمة العربية بدمشق توجهاً وأداءً وبيانات و أدبيات مختلفة,واستمر,وسيستمر فيما بعد من خلال التزام رئاسة القمة بهذا المنهج.
ما قدمته اجتماعات الدوحة,وتطور الحالة اللبنانية,ورسائل الشكر لسورية,تؤكد صوابية السياسة السورية ..وتقدم دعماً لهذه السياسة للمضي أبعد على طريق إصلاح شؤون عربية أخرى,تنضوي كلها تحت يافطة (التضامن العربي).
أكثر من شخصية أو هيئة سياسية عربية أشارت إلى أكثر من إشكال أو أزمة في مواقع عربية أخرى يحتاج إلى هذا التوجه.. (فلسطين ..السودان..الصومال ..العراق..الخ) وإذا كان التردد,وربما الضغوط الخارجية قد فوتت إمكانية فعلية لقطع خطوات على طريق التضامن خلال القمة,فإن الفرصة متاحة اليوم لسرعة وجدية التحرك العربي على اساس بيان القمة مستفيداً من الرئاسة السورية المستمرة لها.. وبالتالي للعمل العربي المشترك.
لقد تشكلت الظروف غير الطبيعية التي شهدتها الأمة العربية والمنطقة عموماً في الحقبة الماضية من مجموعة عوامل,في مقدمتها المسعى المشبوه لتغييب الدور السوري والضغط عليه.
واليوم يبدو أن ثمة انفراجات على جوانب مختلفة في واقع المنطقة,يكاد يكون الدور السوري قاسماً مشتركاً فيها,بدءاً من تطور الحالة اللبنانية,وانتهاء بصحوة عملية السلام,التي آخر معطياتها أن يقرّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بمرجعية مدريد في عملية السلام,وهو ما أعلنت سورية كطرف في هذه العملية عن تبنيه دائماً -أي مرجعة مدريد-.
أكثر من مسوّغ للتفاؤل بتطورات تشهدها المنطقة.. وأكثر من أمل يعلق على جهود منتظرة من الجميع ومن مؤسسة القمة العربية,خصوصاً في ظل القيادة السورية لها,والأمر لايقتصر أبداً على شكر,وإقرار بجهود مبذولة.. حيث أن تلك الانفراجات,وهذا التفاؤل,كلها محفوفة بالمخاطر,ذلك أن في العالم من تعنيه الفوضى,ويفرض على أبناء المنطقة مواقف لاتناسب مصالحها,ولاتراعيها.
لقد غالت السياسة الأميركية في فرض رؤيتها على مشكلات العالم,العالم كله,والذي ظهر واضحاً في منطقتنا نظراً لطبيعة الظرف التاريخي الذي تمرّ به..وبالتالي يُخشى بحق على تفاؤلنا بالجهود المنتظرة للعمل السياسي التضامني العربي من تدخلات خارجية هي بهذا الشكل أو ذاك تدخلات أميركية.
نحن جزء من هذا العالم.. وأن نسعى لحلّ مشكلاتنا,وتطوير واقعنا ذاتياً,وبالحوار والمكاشفة لا يعني بالضرورة السعي لانعزالنا عن العالم,بكل قواه..بل يعني الإظهار لهذه القوى بأن أبناء المنطقة أقدر على فهم مشكلاتهم وايجاد الحلول لها,في إطار التفاهم والحوار الصادق مع هذه القوى,وليس في إطار الضغوط وفرض الرأي والمخططات.
لاتحتاج أميركا إلى اعتراف أحد بأهمية دورها في العالم..لكن..تحتاج دائماً لمن يذكّرها بأن تدعم الحقائق,وتقرّ بالمعطيات الفعلية المؤثرة بالواقع,والموقف العادل منها,قبل فوات الأوان.. كما حصل مع الرئيس كارتر.. مع الاحترام الكامل لكل ما أعلن عنه في الفترة الأخيرة من تعامل بصدق مع الأحداث والمعلومات والمعطيات.. ولابدّ أن يكون ما صدر عن الرئيس كارتر يمثل طيفاً مهماً في القوى السياسية المؤثرة في القرار الأميركي.. وهي القوى التي ننتظر أن تتصدى لدورها.
إلى أن يحصل ذلك.. لابدّ أن يُحدث العرب شيئاً,أو أشياء تزيد جرعة التفاؤل, باتجاه استعادة التضامن العربي, وهي إحدى رايات السياسة السورية.