سوى الدمار والخراب والقتل الدموي للأطفال والنساء والشيوخ، والمقاومة ثابتة ومرابطة وتطلق الصواريخ باتجاه عمق العدو فتزيد هلعه هلعاً وتضيق عليه فرص الخروج ليس بالانتصار كما كان يحسب بل بقليل من ماء الوجه أمام جمهوره الانتخابي الراقص على الدماء والجثث والاشلاء والدمار.
هذه الحالة النادرة من الصمود واستعصاء الأرض على المحتلين من أن تطأها أقدامهم وتحولها إلى قنابل تنفجر بهم وبآلتهم الحربية المثقلة بالعتاد وأحدث وسائل القتل فضحت أكاذيب حكام الكيان الصهيوني وادعاءاتهم المزيفة أمام العالم وأظهرت وجوههم الحقيقية المتوحشة فلم يعودوا يفرقون بين الاطفال والنساء والشيوخ والمستشفيات ومقرات الامم المتحدة ومنشآتها الانسانية ووسائل الاعلام العالمية والعربية من جهة والمقاومين من جهة ثانية.
كلها أصبحت أهدافاً قابلة للقصف فقصفوها ودمروها واشعلوا فيها الحرائق، وكل ذلك على مرأى ومسمع من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي جاء مستجدياً إسرائيل للالتزام بتطبيق قرار مجلس الامن الكسيح 1860 وهو يعلم انها ادمنت خرق كل قوانين الامم المتحدة التي انجبتها بقرار كهذه القرارات لكنه كان قراراً مشؤوماً.
لقد حاولت إسرائيل وحكامها المجرمون التخلص من عقد الهزيمة في حرب تموز فاستجمعت حقدها وطغيانها واستنفزت جبروت آلتها الحربية وأخذت ضوءاً أخضر من حلفائها في أمريكا والغرب ووفرت غطاء سياسياً لإجرامها تولاه بعض الاعراب والمستعربين ولكن كل ذلك لم يجد معها نفعاً.
إن محرقة غزة على الرغم من هولها وقسوتها ودمويتها وضحاياها وقد شارفت على نهايتها حيث لم يبق أمام الكيان الصهيوني الكثير من الوقت للاستمرار فإن هذه المحرقة وبعد انجلائها ستحرق حكام إسرائيل الذين خططوا لارتكابها وسيحاسبهم جمهورهم الصهيوني على فشلهم وهزيمتهم فيها بدلاً من التصفيق لهم وستلاحقهم منظمات حقوق الانسان على مجازرهم، وأما الشعوب العربية فستلفظ المتآمرين والمتواطئين وإن طالت آجالهم.