والمقصود في هذا الكلام, أن أزمة توفر اسطوانات الغاز المنزلي التي شهدتها غالبية المحافظات قبل بضع سنوات, عادت مرة أخرى إلى سابق عهدها وإنما بمظاهر أقل. وهذا الرأي سيبقى يمثل عين الحقيقة في مدينة دمشق وريفها, في حال لم تسرع شركة ( محروقات) في معالجة المشكلة, فالبعض وبسبب اتساع الهوة بين العرض والطلب وندرة توفر الاسطوانات خلال الأيام التي سبقت وأعقبت الأعياد, اضطر إلى شراء الاسطوانة الواحدة بثمن مضاعف عن التسعيرة الرسمية, وفي محافظة مثل حلب وصل سعر الاسطوانة الواحدة في السوق السوداء إلى نحو 400 ليرة مع أن التسعيرة الرسمية في منافذ بيع ( سادكوب) ليست أكثر من 145 ليرة. وما تشهده دمشق وحلب من أزمة يمكن سحبه على غالبية محافظات القطر.
شركة ( سادكوب) الجهة الوحيدة المعنية والمسؤولة عن تسويق اسطوانات الغاز, أوضحت في خبر بعد عطلة العيد, أن الأمر عبارة عن أزمة عابرة, نجمت عن الإقبال المتزايد على هذه المادة في أعقاب موجة البرد الأخيرة, ومقابل هذا الرأي, يرى البعض الآخر في المؤسسات الرسمية, أن المسألة لا تتعدى عن كونها اختناقات مصدرها الأساليب غير المدروسة في آليات التوزيع على مراكز البيع, وعدم الأخذ بعين الاعتبار ضرورة زيادة الكميات المنتجة في مثل هذه الظروف المناخية الاستثنائية من فصل الشتاء.
تشير المعلومات الرسمية , أن ( سادكوب) بادرت قبل أيام بزيادة حصة مدينة دمشق وريفها بكمية تصل إلى 10 آلاف اسطوانة بعد أن كانت 48 ألف اسطوانة, فيما لو صحت هذه الأرقام, فإن الأزمة في العاصمة وريفها يفترض أن تذهب وإلى غير رجعة في الأيام المقبلة.. وأما إذا بقيت المشكلة على حالها, فهذا يعني أن حسابات ( سادكوب) منقوصة وبحاجة للوقوف من جديد عند الحاجة الفعلية للاستهلاك. ذلك أن النقص الكبير والحاد في هذه المادة أسهم في انتعاش السوق السوداء وارتفاع الأسعار إلى حدود غير مسبوقة. وباعتقادنا أن ( محروقات) قادرة على إشباع حاجة السوق مادامت أن المادة الأولية متوفرة بل وهناك من يشير إلى أن هناك كميات كبيرة نقوم بتصديرها.
marwanj @ureach.com