أحس البعض أن هذه المطرقة التي بدت جديدة سوف تنزل على يافوخ جورج بوش, وفي أهون الحالات سوف تتكفل بأصابعه.
ما أن نجح الديمقراطيون في الانتخابات حتى كان بوش, الذي يملك خطأ مفتوحاً مع العلي القدير, يقصي بعض أفراد العصابة متنازلاً عن رأس حربته العراقية دونالد رامسفيلد, فيما كان مقربون من والده يعبرون الجسر ببطء, في إشارة إلى انكفاء المحافظين الجدد كمجموعة, بعد لملمة أطرافها, أمام المحافظين القدامى, لكن هذا الانكفاء لا يعني أن مافيا الماوراء النفطي - العسكري المدججة براجمات التوارة والمنتظرة معركة هرمجدون قد تراجعت, لأن الأفعى برأسيها ما زالت في البيت الأبيض.
ولم تكد لجنة الأمر الواقع, أي بيكر - هاملتون, الآتية من العهد البوشي الأول, وبينها وزير الدفاع الجديد غيتس, تدلي بآرائها, حتى التف بوش على همها العراقي بتعيينات دبلوماسية تحفظ الحد المطلوب من مخططات الانتصار الذي علكه طيلة السنوات السابقة لبانا اعلاميا وهراء سياسيا, فيما النار تجتاح الانهر في الرافدين اخذة معها امتعة المارينز, والرئيس مشغول بالاتصال اليومي مع الخالق الجبار.
هاهو بوش سيفصح بعد طول اجتماعات مع جهابذة ساسته وعسكرييه عن خطته القادمة تجاه العراق, بعد ان نقل رجله الافغاني الذي تعلم وتدرب في بيروت قبل ان يصبح مقربا من مانحي النعم اليانكيين ,زلماي خليل زاد, من بغداد الى نيويورك ليحل محل الجاموس التلمودي جون بولتون في المبنى الزجاجي الذي يديره الان كوري جنوبي, بعد ان طبق نظريته التفتيتية في العراق, تاركا اكمال المهمة الى رايان كروكر الخبير في الحروب الاهلية عبر تجربته اللبنانية والمتعمق بقيادة السلطات التابعة من اذنيها.
سوف يرسل بوش مزيداً من الجنود الى العراق, وان لم يستطع فإلى ا لكويت لأن ذلك من نتائج اتصالاته السماوية, ولان عسكرييه , وعلى رأسهم جون ابي زيد, اللبناني الاصل الملقب ب (الاخوت) قالوا له ان تحقيق الانتصار النهائي يحتاج الى المزيد من الجنود.
مابين جنود بوش المتطوعين في لبنان وفلسطين, وبين جنوده المحترفين في العراق سيذهب الرجل الى نهايته السياسية اخذاً معه زعرانه, ولذلك تبدو مطرقة نانسي بيلوسي ضرورية, فالديمقراطيون لن يتركوا احلام بوش الليلية تذهب بانتصارهم, لا لأنهم يحبوننا كثيراً, بل لان الانتخابات بعد عامين, وامكانية دفن الجمهوريين في العراق واضحة للعيان, فيما سيتم تقبل التعازي في واشنطن.