لقد كانت الأيام الأولى للعدوان الإرهابي الاستعماري الغربي على سورية مليئة بالمواقف الضبابية في ظل عدوان واضح من جانب من انبروا لدعم الإرهابيين منذ اللحظات الأولى متذرعين بالحرص على مستقبل المدنيين، ولكن الرؤية السورية الواضحة حكمت الموقف الوطني منذ تلك اللحظات، وهي رؤية تستند إلى معرفة دقيقة بالقوى الحقيقية التي تشكل مقومات القدرة على مواجهة المؤامرة وكشف تفاصيلها وتحديد أبعادها وأهدافها ومعرفة عناصرها وهيئاتها المنفذة.
وقتذاك قلنا إن كل ما مضى في المشروع العدواني سيسقط وينهزم، وقلنا إن على أولئك المتآمرين أن يتغيروا ويبدّلوا مواقفهم، هو الأمر لا يحتاج إلا مجرد وقت تنجلي فيه الحقائق وتسقط الأكاذيب، وهو ما حدث فعلاً بدءاً من الولايات المتحدة الأميركية مروراً بالغرب الأوروبي وصولاً إلى المشيخات الرجعية وغيرها.
واليوم يقف العالم منتظراً تجليات الحدث السوري في إدلب إذ تتزايد محاولات التدخل والوساطات للخروج بطريقة تحفظ ماء وجه المعتدين باعتبار حكوماتهم تمثل دولاً عظمى أو فاعلة إقليمياً ودولياً، والسبب في ذلك واحد جلي وواضح وهو الصمود والثبات والنصر المستند لتلك الرؤية الواضحة العصية على كل محاولات التشويش، فالتحالفات صادقة ومبدئية مقابل المواجهة ضد قوى البغي والعدوان، الأمر الذي جعل النصر عقيدة وإيماناً والتزاماً أساسها الالتزام الوطني المتكامل، وفِي النهاية التي تلوح في الأفق القريب تباشير انتصاراتها يعرف العالم كله، بما فيه المعتدون أنفسهم أن ما قالته سورية الوطن هو وحده ما سيكون عليه الوضع في ختام مواجهة العدوان، وأن السوريين وحدهم من يصنعون مستقبلهم وفق ما يريدون ويقررون، وأن كل محاولات التدخل الخارجية مجرد محاولات تعطيل لم تفلح ولَم تحقق أهدافها إن كان بالعدوان العسكري المباشر، أو من خلال الالتفاف التفاوضي ومحاولات فرض شخصيات وعملاء عبر بعض بوابات التفاوض المزعوم.