تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


النيات المنتزعة والأسئلة القلقة ..!

البقعة الساخنة
الثلاثاء 25/4/2006
علي قاسم

عاد رئيس الوزراء اللبناني من واشنطن بانتزاع النية الأميركية , وهي نية كافية لتثير كل الأسئلة تلك التي سبق أن طرحت منذ الحفاوة المبالغ بها وصولا إلى فصاحته المريبة في مجلس الأمن مرورا بباقي الفصول التي انطوت عليها رحلته .

وإذا كانت النوايا الأميركية بالمساعدة كافية لنشوة السنيورة , ومن يقف خلفه , فإنها كانت أكثر من مقنعة لإثارة مخاوف قطاعات واسعة من اللبنانيين الذين سبق لهم أن خبروا النوايا الأميركية تلك , وهي في كل الظروف والمعطيات لم تكن سوى مقدمة لفصول أخرى من المأساة اللبنانية .‏

وهذا ما بدا واضحا في الانعكاسات المحتملة التي تهدد بنسف طاولة الحوار , ولا سيما أن الكثير من القضايا التي كانت ستناقش في الثامن والعشرين من الشهر الجاري قد حاول السنيورة الإيحاء بحسمها أميركيا ,لتكون الطاولة مجرد محطة إمضاء على تلك النوايا التي لم تتردد في اعتبار نزع سلاح المقاومة الأولوية المطلقة على سائر النقاط الأخرى , وهو ما برز في أكثر من توضيح لأبعاد تلك النوايا أميركيا وإسرائيليا .‏

وحتى لا يكون الموقف مجرد رؤية مسبقة لترجمة تلك النوايا , فإن التجربة التي تختزنها الذاكرة اللبنانية تشير بوضوح إلى أن ما أقدم عليه السنيورة قد أفقده الكثير من الرصيد السياسي الذي كان يملكه , خصوصا حين يضع نفسه طرفا في معادلة تحاول أن تضع لبنان في الصف الأخر , وفي الجهة المقابلة لتاريخه القريب منه والبعيد .‏

والأخطر أن أي مقارنة بين النية الأميركية وبين واقع السياسة التي تقودها تجعل الرهان على تلك النوايا ضربا من المقامرة التي لا تقتصر في أبعادها على تجليات الفوضى التي تقودها فحسب , بل أيضا تمتد لتشمل تجليات الرغبة في أن يكون لبنان الممر الآخر للتغطية على فشل المشروع الأميركي .‏

فالجميع سمع الكلام الأميركي الواضح عن النموذج اللبناني الذي حل مكان النموذج العراقي باعتبار ان الأخير لم يعد يصلح للتسويق , ولا للمقارنة , والجميع يدرك الكثير من دلالات هذا التبدل في الموقف الأميركي وفي طرح الكثير من النماذج البديلة , والأهم يعرفون أيضا ماذا يعني ذلك التغني إلى حد الوباء .‏

ومع ذلك هناك من يتوهم أن الاستقواء بالعصا الاميركية ضد فريق لبناني سيغير من معطيات المعادلة , أو أن الحفاوة التي استقبل بها السنيورة في واشنطن لم تصل الرسالة التي تقف خلفها , وقد كانت واضحة للعيان لا لبس فيها ولا غموض , أو أن انتزاع النية لا يعني فيما يعنيه أن يتحول لبنان إلى ورقة ابتزاز سيدفع ثمنها اللبنانيون جميعا , كما يدفعها غيرهم اليوم .‏

من هنا كانت مخاوف اللبنانيين من تلك النية الأميركية التي حملها السنيورة أو انتزعها لا فرق, مشروعة, وتشكل الحلقة الأخطر في سلسلة التداعيات التي تحفل بها الساحة اللبنانية .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7093
القراءات: 1012
القراءات: 1170
القراءات: 957
القراءات: 958
القراءات: 944
القراءات: 1076
القراءات: 907
القراءات: 846
القراءات: 943
القراءات: 992
القراءات: 877
القراءات: 815
القراءات: 866
القراءات: 1070
القراءات: 949
القراءات: 768
القراءات: 956
القراءات: 977
القراءات: 1038
القراءات: 993
القراءات: 871
القراءات: 1041
القراءات: 950
القراءات: 1081

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية