وتحويل القضية برمتها إلى «تخفيف للحصار» بدلاً من إلغائه تماماً كما يفعل هذا الكيان العنصري مع كل قضايا الصراع حين يحرف أنظار الرأي العام العالمي عن المشكلة الرئيسية وهي «احتلال الأرض» وتركز كل تصريحات مسؤوليه ومفاوضاتهم حول «الاستيطان» و«رفع الحواجز» و«فتح المعابر» لتغيب القضية الجوهرية عن واجهة النقاش.
فبالرغم من الحراك العالمي الذي أعقب العدوان على أسطول الحرية لرفع الحصار عن مليون ونصف المليون فلسطيني في القطاع إلا أن المفارقة الصارخةكانت بمواقف الولايات المتحدة التي تحركت تحت سقف «التفهم» لحاجات الكيان الإسرائيلي الأمنية وبالتالي تلطيف إجراءات الحصار الجائر بدلاً من رفعه نهائياً، ثم جاء موقف الرباعية الذي عبر عنه توني بلير بقوله: «أصبح مطلوباً «تليين» قائمة الممنوعات الإسرائيلية وإدخال أصناف جديدة من السلع التي تحظر إسرائيل دخولها إلى القطاع» ليؤكد التناغم الغربي في محاباة الكيان العنصري وتسويق مايريده للرأي العام العالمي وتبريره.
الكيان الإسرائيلي إذاً مستمر في سياسة المراوغة والتضليل في كل مايتصل بالصراع في المنطقة، فمثلما أقرَّ تشكيل لجنة تقصٍ إسرائيلية للهروب من التحقيق الدولي ومن المساءلة القانونية عن الجريمة ضد أسطول الحرية وأيدته الولايات المتحدة انسحب الأمر ذاته على قضية الحصار ومحاولة تمييعها إلى إجراءات «تخفيف الحصار» ليظل الحصار مستمراً وتبقى السياسات الغربية ذاتها حيال القضية الفلسطينية وقضايا الصراع في المنطقة.
ahmadhamad67@yahoo.com