تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تأثير متبادل منقوص

على الملأ
الأحد 20-6-2010م
مصطفى المقداد

تركت الأزمة العالمية المالية والاقتصادية تأثيراتها على اقتصادات العالم، ومن بينها اقتصادنا بالطبع، فتراجعت التحويلات وعوائد المدخرات فيما ارتفعت أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية المستوردة نتيجة ارتفاع سعر صرف اليورو أمام الدولار الذي بقي ضعيفاً ومتراجعاً أمام اليورو لأكثر من سبع سنوات.

وقد بلغ أعلى معدلاته ليبلغ 1.62 دولاراً، إلى أن بدأت القارة العجوز تعيش تداعيات أزمة الديون اليونانية والمرشحة للانتقال بالعدوى إلى غيرها من دول منطقة اليورو، إذ تواجه كل من البرتغال وإسبانيا وإيطاليا تحديات مماثلة لكنها أقل حجماً وتأثيراً.‏

تلك الأزمة شكلت نقطة البداية لبدء مرحلة تراجع سعر صرف اليورو بمواجهة الدولار،ليبلغ اليورو أدنى سعر له منذ خمس سنوات ليصل 1،21 دولار، ومع كل ارتفاع في أحد سعري صرف الدولار أو اليورو كانت التأثيرات المباشرة على مواطنينا تبدو أكثر وضوحاً وذلك نظراً لارتباط المستوردات بتلك الأسعار العالية، فقد شهدت أسعار المواد الغذائية المستوردة والآليات ارتفاعات متواصلة ترافقت مع رحلة اليورو المتصاعدة واتخذت أسعار المواد المباعة محلياً حدوداً مرتبطة بارتفاعات اليورو وثبتت عندها: وعلى الرغم من رحلة اليورو العكسية وتراجع سعر صرفه في سلة العملات بنسبة تتراوح بين 10-15٪ فإن تلك التراجعات لم تبد أثارها في تعاملاتنا المباشرة. وهنا لا شك أن المستوردين المحليين قد جنوا أرباحاً كبيرة نظراً لتمركز معظم عمليات الاستيراد ضمن ساحة اليورو، لكنهم فضلوا الابقاء على مستوى أسعار مبيعاتهم المحلية ضمن الحدود السائدة في آخر فترات ارتفاع سعر العملة الأوروبية الموحدة.‏

العبرة المؤلمة التي يعيشها مواطننا تجعله عرضة للابتزاز والعيش في النكبات السلبية دوماً، فلا يستفيد من تسهيلات التصدير في حال ارتفاعات أسعار صرف العملات الصعبة، كما لا يجني ارباح انخفاضات أسعارها في عمليات الاستيراد، وهكذا بقيت أسعار المفرق تراوح مكانها، فيما تطاردنا الإعلانات عبر كل وسائل الاعلام لتعلن عن تراجعات تتجاوز 20٪ في أسعار كثيرة من المواد في أكثر من مكان.‏

وهنا يبقى السوال الملح: هل ثمة آليات يمكن معها ضبط حالات ارتفاع أو انخفاض أسعار صرف العملات الصعبة بحيث تكون الفائدة حقيقية بالنسبة لعموم الناس، ولا تقتصر على بعض من يجنون أرباحاً كبيرة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11634
القراءات: 950
القراءات: 886
القراءات: 865
القراءات: 904
القراءات: 929
القراءات: 972
القراءات: 894
القراءات: 945
القراءات: 1006
القراءات: 964
القراءات: 955
القراءات: 974
القراءات: 973
القراءات: 977
القراءات: 1072
القراءات: 1006
القراءات: 1055
القراءات: 1063
القراءات: 1044
القراءات: 921
القراءات: 991
القراءات: 1038
القراءات: 1041
القراءات: 952
القراءات: 1091

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية