تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ســــلبوا منــــزلي

معاً على الطريق
الأحد 20-6-2010م
ديانا جبور

هناك تعابير دارجة يحاول المرء تجنبها وقد أفقدتها كثرة الاستعمال رونقها، بل وحتى معناها، ومن هذه العكازات في التعبير نجد اللجوء الى تعبير ليس من قبيل المصادفة تزامن الحدث الفلاني مع ذاك الحدث،

لكن يبدو أن لهذه التعابير قوة متجددة تعيد فرضها، مثل حكم القدماء وأمثال الشعوب وهكذا يتزامن انتخاب سورية للاحتفال المركزي بأسبوع اللاجئ العالمي، مع استمرار التردد في أكثر من بلد عربي في منح اللاجئين الفلسطينيين حقوقاً مدنية حتى لو كان هذا البلد يحصل على مساعدات سنوية جيدة نسبياً، لتلبية استحقاقات عليه تأديتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين، تستكمل سورية دون مساعدات تذكر تحمل أعباء اللاجئين إليها، وقد قارب عددهم بعد الاحتلال الأمريكي للعراق ثلاثة ملايين.. رقم ينهك أي ميزانية ويخلخل أي نماء تدريجي طبيعي.‏

ربما لهذا الاعتبار، أي توفير الملجأ الآمن مع الحفاظ على كرامة اللاجئ بالحفاظ على حقوقه، اختيرت سورية لإقامة أسبوع اللجوء العالمي تحت شعار«سلبوا منزلي.. لن يسلبوا مستقبلي».‏

من ضمن فعاليات الأسبوع كان مهرجان لأفلام اللجوء في كل من دمشق وحلب.‏

تميزت الأفلام التي تمكنت من مشاهدتها بجرعة عاطفية مؤثرة، أجزم أنها أبكت معظم المشاهدين، لكن مشكلة التيار العاطفي، وخاصة عندما يكون مسرفاً، أنه يستطيع تغييب أسئلة جوهرية والقفز عن الأسباب لمصلحة نتائج مجردة تصر على التطهر من السياسة، وكأن شرطها عدم إثارة حساسية المتسبب في الكارثة، فقد يكون أحد ممولي منظمة إغاثة ضحاياه، كما الحال في فيلم«آخر أيام التنف» الذي تجاهل أسباب اللجوء المتعدد لفلسطينيي المخيم، أولاً للعراق ، ثم منه:‏

أولاً بسبب النكبة والمجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ثم الاحتلال الأمريكي للعراق، وهو الاحتلال الذي أطلق وحوش الطائفية وتجارة الأسلحة والآثار والعنصرية والاستقواء على الضعفاء وفي مقدمتهم الفلسطينيون.‏

تجاهل ظالم لسورية، لكن شهادات غير مباشرة أنصفتها، كما الحال مع فيلم(عدسات مفتوحة على العراق)، وفيه نسمع لاجئين عراقيين احتموا بسورية بعد عمليات خطف ضد كل من يحاول خرق سياسة الغيتوهات العنصرية، ما فصل بين الأصدقاء والجيران من طوائف متباينة، لكن المختلفين اجتمعوا ثانية تحت مظلة الأمان السوري فاستعادوا على أرضها فردوسهم المسروق.‏

ما تقدم ليس استجداء ثناء، لكنه غيرة على الحق والحقيقة والمنافحين عنهما، فلا مستقبل للمسروقة منازلهم دون حقوق حقيقية.‏

dianajbbour@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

  ديانا جبور
ديانا جبور

القراءات: 1091
القراءات: 1089
القراءات: 1027
القراءات: 1180
القراءات: 1149
القراءات: 1480
القراءات: 1642
القراءات: 1845
القراءات: 1470
القراءات: 1326
القراءات: 1613
القراءات: 1527
القراءات: 1602
القراءات: 1689
القراءات: 1347
القراءات: 1424
القراءات: 1398
القراءات: 1734
القراءات: 1693
القراءات: 1638
القراءات: 1596
القراءات: 1283
القراءات: 1408
القراءات: 1539
القراءات: 1640

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية