تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إشـعال الحرائـق وإطفـــاء الســـــلام

الافتتاحية
الأحد 20-6-2010م
بقلم رئيس التحرير أســـــــــعد عبـــود

لو كان الغرب «الولايات المتحدة وأوروبا» جاداً في سلام الشرق الأوسط لكان السلام.

لو وظّفت الجهود التي تبذل اليوم لمعالجة ذيول استمرار الاحتلال وحالة الحرب المستمرة، للوصول إلى السلام على مدى نحو عشرين عاماً «منذ مؤتمر مدريد» لكنا نعيش السلام أو نراه حقيقة قادمة.‏

جهود تبذل لإيقاف الاعتداءات..‏

أخرى لمعالجة آثار التدمير والخراب من جوانب مختلفة.‏

تعامل مع خروقات تقع على حقوق الإنسان وتسيئ للحياة البشرية؟‏

صرخة عالمية لإنهاء الحصارات والتوقف عن معاقبة المدنيين بشكل جماعي..‏

بيانات وأصوات تطالب بوقف الاستيطان.‏

هذه القضايا وغيرها ولكل منها أكثر من تابع... ونحن لا نواجه أصل الحكاية «الاحتلال والسلام».‏

لنأخذ مثالاً مرة أخرى من الاعتداء على أسطول الحرية.‏

لقد فجر هذا الاعتداء لحظة إنسانية تاريخية أظهرت رفض ما جرى من قبل العالم كله.. وكانت المطالبة بصوت واحد «رفع الحصار عن غزة»، لكون حصار غزة هو السبب فيما جرى.‏

ما الذي يجري الآن؟!‏

كان يمكن أن نتخيل لو صحّت النيّات والعزائم من الولايات المتحدة خصوصاً والغرب عموماً، بل ودول العالم الكبرى كلها، وحصار غزة انموذجاً, أن يتوسع الأفق السياسي المسالم الباحث عن الأمن والاستقرار في العالم فيقول:‏

ليس الحصار وحده.. بل هو الاحتلال والاحتفاظ بأرض الغير..ورفض القرارات الدولية.. ورفض ما وصلت إليه محادثات السلام.. وفي النهاية رفض السلام كله.. هنا أصل الداء الذي سبب كل ما تلاه..‏

إن معاناة الشرق الأوسط الراهنة الساخنة بكاملها ناجمة عن الاحتلال الإسرائيلي والإصرار على الاستمرار في رفض السلام.. والانفتاح على آفاقه العريضة.‏

عوضاً عن ذلك.. يعني عوضاً عن التوسع في أفق الرد الحاسم على الجريمة النكراء «التي جرت على أسطول الحرية» ومعالجة المسألة من جذورها، والانتقال من العمل على رفع الحصار عن غزة إلى المطالبة بإقامة السلام وإنهاء الاحتلال.. يبذل الجهد اليوم.. وهو جهد مضن لن يوصل إلى نتيجة.. لتمرير حالة تلاعب غبية عوضاً عن الرفع الكامل للحصار.‏

حتى رفع الحصار بمحدوديته أمام مسألة السلام بطبيعتها العريضة.. جاؤوا مجتهدين يريدون تحديده مرة أخرى بأن يكون مشروطاً بالعديد من القيود التي قد تفرغه من أي محتوى..‏

هكذا تقزَّم مهمة السيناتور ميتشل صاحب الخبرة الدبلوماسية، وما نقل عنه من جرأة سياسية، تقزَّم مهمته من مسعى يمثل فيه الدولة العظمى الراعية لعملية السلام، يهدف إلى فتح جدي دقيق وسريع لبوابات السلام.. إلى محاولة تمرير صفقة بائسة بغاية التحايل على الإرادة الدولية الراهنة برفع الحصار عن قطاع غزة.‏

منذ تسعينيات القرن الماضي وربما قبل ذلك.. ربما منذ حرب تشرين 1973 وربما قبل ذلك.. وحتى اليوم لم يمر السلام بمرحلة أكثر بؤساً وتراجعاً مما هو عليه الآن.‏

وكي يواجه السلام شبه الضربة القاضية الفنية.. كانت الحكومة الإسرائيلية القائمة اليوم..‏

حكومة إشعال حرائق.‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

وفيق - الضيعة |  اسرائيل لا تستطيع العيش في بيئة سلمية  | 20/06/2010 15:21

السلام على العم اسعد ..علينا ان نسير في مفهوم واحد وصحيح؟ هو ان اسرائيل لا تستطيع العيش في بيئة سلمية او سلام , اسرائيل مثل الجرذ الذي تستلقفه من المجاري وتضعه في قفص نظيف وتطعمه الاكل الجيد ؟ الا انه وفي اي فرصة او لحظة يفتح باب هذا القفص .. ترى هذا الجرذ يهرب بسرعة خيالية متوجها الى المجاري التي خلق بها وتترعر عليها , انها بيئته التي لا يستطيع تغيرها , وهذا هو حال اسرائيل بالتمام والكمال , فسلامها مع مصر جاء ليس من اجل حب السلام والتفاني في الاخلاص له والرقص مع السادات ,وانما من اجل تحجيم مصر وابعادها عن خط المواجهة ثم تطويعها وجعلها خدمة للمشروع الاسرائيلي في المنطقة , لا بل الضغط عليها في شريان حياتها وهو النيل , وخلق عداوة بين العرب فيما بينهم . علينا التعايش في هذا الداء الخطير , قد تطول الحرب الا ان النصر لاهل هذه المنطقة التي مر عليها اهول واصعب ازمة من زمن هذا العدو . ثم ان ما دخل اوروبا وامريكا التي تعمل اسرائيل بشكل حثيث على تدميرهما وهما اللذان قاما بانشائها وتربيتها ودعمها بشكل مطلق الى يومنا هذا ’ انه حب الخيانة ونكران الجميل في المفهوم اليهودي . اذاً اسرائيل تعمل على تدمير العالم الغربي بما فيه بقية العالم تنفيذا لاطماعهم الصهيونية وان هذه الارض للجنس اليهودي فقط وليس كما يعتقد البعض من الفرات الى النيل , كل شيء يجري على قدم وساق ومن وراء الكواليس لتحقيق هذا الحلم . فيما زعماء اوروبا من (الرجال) يتزوجون النساء الصغيرات ويقومون بتجميل صلعاتهم عبر زرع الشعر , اي رجال نعيش في هذا العصر . ومع ذلك ..الا انه واذا دمر العالم باجمعه.. ستبقى هذه المنطقة .. ارض العرب المبارك بها ارض الانبياء والصالحين , مع انني اختلف بشكل كبير وواسع مع اقراني العرب فيما يفعلونه الان من جهل وتخلف وانحطاط , واشعر بالخجل والحياء عندما ارى واتتبع ما يجري من غباء سواء في الشارع العادي او الشارع السياسي .

محمد |   ssssssss@hotmail.com | 21/06/2010 17:12

الغلط مش من اسرائيل الغلط فينا احنا الشعوب العربيه لانو لو كلمتكم وحدة لكان انتو الي بتتحكموا بحكوما تكم وبسرائيل لكن لا حياة لمن تنادي لا تزعلو مني بلا سا محوني

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية