تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


البلطجة الأميركية .. وبالديمقراطية!

البقعة الساخنة
الاثنين 24-7-2017
علي نصرالله

من جديد تُقدّم الولايات المتحدة بمؤسساتها الحاكمة البيت الأبيض الكونغرس والبنتاغون أدلة قاطعة على أنها أميركا المؤسسة التي صُممت لتكون بيت الشرور والأشرار لا الدولة العصرية المتقدمة التي حَلُمَ الكثيرون حول العالم للعيش فيها كمجتمع جرى تقديمه على أنه المجتمع الحضاري المُتعدد الذي يتسع للجميع ويمنح فرص التميّز للجميع.

أعدّ الكونغرس الأميركي مؤخراً مشروع قانون يسمح بفرض عقوبات جديدة ضد روسيا سيُصوّت عليه الثلاثاء القادم، ويُعد مشروع قانون آخر يفرض عقوبات على إيران، ليُضيف بذلك قانونين جديدين إلى سلسلة طويلة من القوانين التي تُشرعن معاقبة ومحاسبة ومحاولة عزل الحكومات والدول على قاعدة الخصومة مع الولايات المتحدة، أو على فرضية العداء لها، أو فقط لأنها تُقاوم سياسات الهيمنة الأميركية ولا تخضع لها!.‏

ما من جديد في ذلك، فسياسة العقوبات أحادية الجانب هي سياسة أميركية غربية رسمية مُعتمدة، يلجأ الغرب وأميركا لها في حالات العجز والإفلاس، وفي حالات التمهيد للقيام بما هو أخطر، فتكون العقوبات الخطوة التي تسبق التدخل المباشر بمُمارسة العدوان العسكري الذي غالباً ما يحتاج فعل التحشيد وتهيئة الرأي العام لا ليتقبّل ويُؤيد فقط، بل ليَمتنع عن الرفض والمُمانعة والتعبير عنهما بأساليب قد تُزعج أو تفضح الغرب وأميركا.‏

الجديد في الأمر الذي يُعده الكونغرس هو ما يُؤشر إلى حقيقة أنّ أميركا هي مُؤسسة حقيقية للعدوان والبلطجة، صُممت كنظام حكم من أجل ذلك، ويسعى الكونغرس لتثبيت هذا الأمر من خلال مشاريع القوانين التي يُعدها ويُصوّت عليها، فتُصبح مُلزمة له وللرئيس والبنتاغون، أي للمؤسسة كاملة.‏

الجديدُ الخطير هو في انعدام ثقة الكونغرس بالبيت الأبيض، أو بمُحاولة سحبها منه وتقييده وانتزاع الصلاحيات منه، وإنّ ما يُرسخ هذا الفعل ويجعله ظاهراً وعلنياً تَعمّد الكونغرس منح ذاته حق التصويت على كل قرار رئاسي مُحتمل، فلا يكون ساري المفعول إلا بعد حصوله على موافقة الكونغرس.‏

مأسسة وشرعنة البلطجة الأميركية، ومُحاولة منع أي مُكوّن من مُكونات المؤسسة الأميركية الحاكمة من القيام بعمل مُعطل أو مُعاكس، هو ما يقوم به الكونغرس فعلياً، إذ مُجرد الشك الذي يشعر به من أنّ الرئيس دونالد ترامب قد يُخفف العقوبات المفروضة على روسيا دفعه لمحاولة انتزاع جزء من صلاحيات الرئيس، بمُقابل انتزاع حق وصلاحية الرقابة على قراراته وتعطيلها .. وبالديمقراطية؟!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12191
القراءات: 1562
القراءات: 1225
القراءات: 1386
القراءات: 1347
القراءات: 1149
القراءات: 1402
القراءات: 1261
القراءات: 1386
القراءات: 1468
القراءات: 1468
القراءات: 1537
القراءات: 1811
القراءات: 1184
القراءات: 1262
القراءات: 1204
القراءات: 1572
القراءات: 1384
القراءات: 1359
القراءات: 1431
القراءات: 1383
القراءات: 1409
القراءات: 1383
القراءات: 1683
القراءات: 1393
القراءات: 1268

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية