ومع أن الكثير من الدول المشاركة ليست نووية ولا تملك أي مشاريع في هذا المجال , إلا أن حضورها لازم ومطلوب أميركياً , لا لتلتزم بما لا تملك , بل لتشكل الكادر الخلفي في الصورة التذكارية للقمة من جهة , ولتشهد زوراً من جهة أخرى على أن إسرائيل غير نووية وغير معنية بالقمة .
غابت إسرائيل وفي ظن حكامها أن أحداً في القمة لن يتجرأ على تناول ملفها النووي والغياب أهون «الشرين» بالنسبة لها , ووحدها تركيا الحاضرة بشخصية رئيس حكومتها الجريئة الحاسمة والسوية السبيل , طالبت القمة والعالم ضبط الملف النووي الإسرائيلي , وأعادت الغياب الإسرائيلي عن القمة إلى دائرة التشكيك والاتهام المدعم بالأدلة .
وإذا كان الهدف المعلن للقمة إياها هو موضوعة الأمن النووي في كل مستوياته السياسية والفنية , وإذا كان التخوف الأساس الذي كشفت عنه إدارة الرئيس أوباما ودعت بسببه إلى القمة هو احتمال وصول الأسلحة النووية أو أحد مكوناتها إلى الجماعات الإرهابية , فإن من الحري بمن يتخوف من الصلة بين السلاح النووي والإرهاب أن يدرك أن إخلاء الشرق الأوسط تماماً من السلاح النووي هو الضمانة الأكبر لأمن المنطقة ولعدم وصوله إلى الجماعات الإرهابية , وإذا كان ثمة فرصة أو أحتمال لأي فوضى نووية في هذا المجال , فهي تكمن في امتلاك إسرائيل لهذا السلاح, أو في إمكانية تسريبها هي وحدها لهذا السلاح لطالما أنها الكيان الوحيد الذي يمتلكه في المنطقة .
لن تغادر أميركا جلدها المبرقع بأكثر من لون ومزاج طالما واصلت انحيازها الفاضح من خلال مطالبة من لايملك من جهة , وإعفاء من يملك والتستر عليه من الجهة الأخرى؟