تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اصطفاف خارج من السباق

من داخل الهامش
الأربعاء 14-4-2010م
علي قاسم

من الصعب الجزم أن الأمر ليس إشكاليا، وفي بعض تجلياته أزمة حتى الذروة، لكن ربما من السهل الجزم بأنه يثير الكثير من الأسئلة المعلقة إلى وقت قد يطول كثيرا قبل أن تنهي اعتكافها،

ذلك ان الصراع إن صحت التسمية لم يعد حكرا على الأدوات الذاتية أو العناصر المكونة للطرفين، بقدر ما هو إرادات وعوامل خارجية دخلت بكل وضوح.‏

العامية والفصحى تتناوبان على طرح الإشكالية وكل يقف على مفترق طرق وخلفهما تتهيأ البنادق والخنادق استعدادا للحظة الحسم التي تبدو أبعد من أي وقت مضى.‏

ويأتي التوقيت ومن ثم الطريقة وصولا إلى الغاية والهدف ليصبح المشهد عبارة من طلاسم لا تكاد تفرق بين الجاني والمجني عليه.‏

هي أزمة لا تكاد تخلي مسؤولية أي طرف لكن خطورتها ليس في الطرف الذي يتحمل المسؤولية بقدر ما هي في النتائج التي أدت إلى افتعال كم لا ينتهي من المعارك التي يريد البعض أن يضفي عليها صفة الجانبية وهي في الحقيقة تبدو أساسية أكثر من أي شيء أخر.‏

أخر فصولها المشتعلة اليوم هي تلك التي تدور حول معجم للهجات العامية السورية، حيث تلتهب الأسئلة حول التوقيت أولا والغاية ثانيا والجهة التي تقف وراءه ثالثا، ومن ثم تتالى تباعا الأولويات كما يريد لها البعض أن تكون ودون أي اتفاق في المدى المنظور على إلحاح تلك الأولويات.‏

وبغض النظر عن الدفوعات المقدمة عن الخطوة ودون أن يكون ذلك إعلانا واضحا وصريحا بضعفها وافتقادها للحجة المقنعة، فإنها تثير كماً لا ينتهي من التساؤلات التي ستضاف إلى الأسئلة المثارة حول الاستهداف المتعمد للغة الفصحى وآليات التعاطي معها، خصوصا ما يدور منها في كواليس البحث بأي ثمن عن تسويق لتلك الدفوعات التي تتجه نحو مأزق لا فرار منه.‏

لكن ليست الأزمة في مأزق تلك الدفوعات، وإنما فيما تفرزه من اصطفاف لن يقف عند حدود المساحة التي يشغلها اليوم، وإنما في الحيز الذي حجزته مسبقا لها عوامل وأدوات هي بالأساس خارج السياق البريء الذي يقدمها.‏

والأخطر أن الاصطفاف سيأخذ شكلا من الصعب تبرئة المتمرتسين خلفه حتى لو كانت النوايا الطيبة تغلفه، فالمحكية جاءت لتعيش حيث هي وأي نقل لها خارجه قد يزرع فيه وفيها الكثير من الاعتلالات .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7091
القراءات: 1010
القراءات: 1169
القراءات: 955
القراءات: 955
القراءات: 943
القراءات: 1074
القراءات: 905
القراءات: 844
القراءات: 941
القراءات: 990
القراءات: 875
القراءات: 813
القراءات: 864
القراءات: 1067
القراءات: 947
القراءات: 766
القراءات: 954
القراءات: 975
القراءات: 1036
القراءات: 991
القراءات: 869
القراءات: 1039
القراءات: 948
القراءات: 1079

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية