وحتى الآن لم يخرج كليب من قبره ،
ولا تزال أصابعه إياها مضرجة بالدم، بالدم تكتب على شاهدة القبر( قبورنا؟!)، أما الزير المهلهل فقد تعتعته الكؤوس تلو الكؤوس، وخرّ بدوره صريعاً، لم تعد تجدي البتة الكتابة بالدم أو بالدمع، حتى على جدار الروح....
وانتحبنا مع أمل دنقل ولا نزال ، هذا حين نقارن بين ما يقوله أفيغدور ليبرمان وما يفعله( هل حدثكم أحد عن بلاهة المجتمع الدولي ؟) وبين ما يقوله العرب ، أكثر العرب ، وما يفعلونه.
بكاؤنا الذي بلغ الحائط ، حائط المبكى؟ لا ، لا ، لنا حائطنا الخاص، حائط الفضيحة، في إحدى نثريات كازنتزاكي حتى الفضيحة تفقد عصاها، عندنا الفضيحة تتدحرج نحو الأعلى، لا تشبه قطعاً صخرة سيزيف، انظروا ، بعيونكم ، كيف أنها عالقة بعيوننا!
كيف لا تهز تصريحات ليبرمان قبورنا المرصعة بالياقوت ، وباللغة الباهتة، وبمآثر بديع الزمان الهمذاني الذي مابرح يتجول جذلاً بيننا؟
فقط ، نقول أن كليباً نام في قبر من التراب، أخته وضعت فوقه عقداً من العقيق وانتهى الأمر.
لا تصالح ، بل نصالح ، نحن جماعة الديبلوماسية الجميلة ، والذين نتغنى بملهاة أنابوليس ( الفضيحة الأخرى ) ، لا نريد للمجتمع الدولي أن يسيىء الظن بنا، أيها السادة، أي أظافر تلك التي وضعتموها في الثلاجة؟ أمام الملأ، قفوا وفاخروا، بهذه الأظافر الزجاجية.
لكن ليبرمان الذي قال بترحيل العرب ، قالها علناً، ولم يرف جفن عربي أو غير عربي ، ولندع ناعوم تشومسكي يعترض منفرداً على ( المحرقة الأخرى ) التي لا يكترث بها العالم ، لا بل أننا نسمع تلك الأصوات العربية القبيحة التي تقارب المسألة مواربة ، وتدفع بالعيون بعيداً عن الخطر ، اضربوا في مكان آخر ، فيهدأ بال بنيامين نتنياهو ويفتح صدره و ( أرضه) للعرب!
هذا يقال علناً، كما لو أننا لا نعيش من عقود « ثقافة الفزاعة » ، ألم يكونوا يخيفون ، قبلاً، العرب من العرب ، ذروة الاستغباء ، بل وذروة المهانة.
الآن ، يقول ليبرمان ، وغداً يفعل ( ويفعل ) ، السيدة الفضيحة تتدحرج...!