بقدر ما كانت الدهشة كبيرة بين صفوف الطلبة ممن وجدوا أنفسهم خارج خطة وزارة التعليم العالي في آلية القبول التي يتكرر مشهدها كل عام..وهؤلاء الذين اعتبروا أنفسهم أكلوا وشربوا من الوعود التي أطلقتها الوزارة حول زيادة القبول وانخفاض المعدلات في مفاضلة التعليم الموازي بعد أن انتهت تصريحات المفاضلة التي سبقتها..
لاشك أن للوزارة مبرراتها فقد لا تنسجم الحسابات الاحتمالية مع حسابات البيدر..... فقد أوضح السيد الوزير أن عدد المقاعد المتاحة هذا العام مقارنة مع العام الماضي بلغت 7046 مقعدا, موزعة للعلمي 4298 وللأدبي ب2748.
وأن الوزارة أخذت زيادة عما هو متاح بمقدار 5243 مقعدا بينما بلغ عدد المقاعد المتاحة والتي لم تلق الراغبين بها 28.59 بالمائة.
وعليه يكون البحث عن الأسباب: فهل المشكلة في أن المعدلات التي وعدوا بتخفيضها .. لم تكن سوى أمنبات لم تتحقق بعد أن تبين أنها أقل من المفاضلة العامة بعلامة أو علامتين فقط.
أما هي في آلية توزيع هذه المقاعد على الاختصاصات ...أما المسألة التي بدت أكثرا وضوحا هي امتناع الكثير من الطلبة من التسجيل والاقتراب من بعض الاختصاصات في بعض الجامعات بسبب أماكن تواجدها.
وربما كل تلك الأسباب مجتمعة وربما هناك ما لا نعرفه في مسألة القبول....
إلا أنه وبكل الأحوال فإن وجود نسبة ما يقارب 29% من عدد المقاعد ليس لها راغبين فهذا لا شك يعود لنوع الاختصاصات التي لا يجد الطالب لها مكانا في سوق العمل مستقبلا ولو حتى ببعض الأمل. وإلى كيفية تسطير الطالب لرغباته حيث لاحظنا أن غالبية هذه المقاعد تعود لكليات تتواجد بدير الزور وإدلب وجامعة الفرات والبعث.
وحتى نكون منصفين : لا بد من القول إن الكثير من الطلبة أصبحوا خارج مقاعد الجامعة حتى بالنسبة لمفاضلة التعليم المفتوح التي بدأت تظهر بشائرها.. لكننا بالوقت نفسه لا نستطيع لوم الوزارة في توزيعات تجعل جميع المقبولين محصورين في بعض الجامعات دون الجامعات الأخرى.
لكن من كل ذلك ننتظر تسويات أكثر إنصافا للطلبة وبخاصة الفرع الأدبي والذي كان نصيبه من مفاضلة الموازي لا يساوي نصف نصيف الفرع العلمي.