تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ممارسات ديمقراطية .. ولا حـــرج !!

معاً على الطريق
الثلاثاء 23-10-2012
خالد الأشهب

كما اللحظات الأولى لردود فعل المعارضة اللبنانية التي تلت اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري, تماماً كانت اللحظات الأولى التي تلت ردود فعل المعارضة ذاتها على اغتيال رئيس فرع المعلومات اللبناني وسام الحسن,

ومن يتذكر هذه وتلك يستطيع بسهولة أن يكتشف أن الثانية منهما مستنسخة عن الأولى وطبق الأصل, وكما لو أن الأشخاص والوجوه والألسنة في النسختين تتحرك بالريموت كونترول!‏

ما أثارني في النسختين إياهما هو الانحطاط وتلك الوضاعة الأخلاقية التي تميز, كما يبدو, المعارضات العربية الناشئة عرضاً على حواف ما يسمى الربيع العربي أو ما قبله, والتي لا ترقى في أي حال من الأحوال إلى ذلك المستوى السياسي والأخلاقي الذي ينبغي للمعارضة أن تكون عليه في معاركها السياسية, والذي عرفناه من خلال تجارب الثورات والشعوب في غير مكان من العالم, أو قرأنا عنه في أدبيات المعارضات العالمية المختلفة وفي سجلاتها التجريبية ويومياتها, ولا أقصد هنا سيول الاتهامات التي رشقتها رموز المعارضة اللبنانية في تلك اللحظات المتماثلة يمنة ويسرة.. فهذا شأن آخر سياسي له مكان آخر في موضع آخر, بل أقصد القول بالضبط, إن شأن المعارضات السياسية العربية التي تولد خديجة في غير زمانها ومكانها تأخذ قطعاً منحى منحرفاً في كل شيء سوى الادعاء بتسمية نفسها معارضة.‏

وفي أزمتنا السورية الراهنة, ولدى من يقدمون أنفسهم معارضة سورية في الخارج شيء كثير أيضاً من هذا القبيل, لا يقل انحطاطاً ووضاعة عما لدى المعارضة اللبنانية الراهنة سواء من الكذب المبهر أو السلوك اللا أخلاقي لرموز المعارضة وشخوصها في التعبير عن أهدافهم وثقافاتهم وبرامجهم السياسية وأدبياتهم الهزيلة وحواراتهم الوضيعة.. وهم الذين يقدمون أنفسهم بدائل محتملة ينبغي أن تسعى للاستحواذ على أفئدة الناس وعواطفهم قبل عقولهم.. وإلا فكيف يفكرون في استقطاب هؤلاء الناس وانتصارهم لقضاياهم السياسية إذا كان القرف هو ما يثيرونه أولاً لدى هؤلاء الناس؟! ومثل هذا يحدث أيضاً في ليبيا وتونس ومصر وغيرها من الدول والمجتمعات العربية التي هبت رياح المعارضة الصفراء عليها.‏

دليل آخر على أن المعارضة ليست موقفاً سياسياً فحسب, بل هي بنية أخلاقية أولاً, ومن يبحث عن تمثل الأنموذج الأوروبي أو الغربي عموماً في المعارضة السياسية, عليه أن يتمثل الأنموذج كاملاً وليس مجتزأً ومحرفاً ومهشماً, فالمعارضة أخلاق سامية والأخلاق ثقافة والثقافة وعي والوعي كل متكامل غير انتقائي.. والزمن العربي الراهن أعجز من أن ينتج سلسلة كهذه في ما نراه من وقائع فوق الجغرافية العربية وإلا.. فكيف لبدوي خليجي تأسره الغرائز فقط أن يرشو.. فيغدو رائداً في أصول الممارسة الديمقراطية؟؟‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية