وتتفنن بإخراج الأكاذيب في حفلة دجل قوامها توزيع الأدوار بين أصحاب الرؤوس الحامية هناك.
فأحد قادتها العسكريين (ويليام سيلي) يرسل برسالة إلى قيادة العمليات الأميركية المشتركة في بغداد يقول فيها: (احتراماً لسيادة العراق وحسب ما طلب البرلمان العراقي ورئيس الوزراء، ستقوم قيادة قوة المهام المشتركة بإعادة تمركز القوات خلال الأيام والأسابيع القادمة).
ثم سرعان ما تسرب آلة الدعاية الأميركية الخبر على الشكل التالي: إن واشنطن تبلغ بغداد رسمياً باتخاذها إجراءات للخروج من الأراضي العراقية، ثم وخلال دقائق يخرج وزير الحرب الأميركي مارك إسبر لينفي الخبر ويقول بأن بلاده ليس لديها خطط لمغادرة العراق ولا يعرف من أين جاءت الرسالة، ثم يطل آخر ويقول بأن الرسالة عبارة عن مسودة ووصلت بالخطأ، وأخيراً يشكك البنتاغون بالرواية برمتها.
حفلة الدجل المذكورة اعتدنا عليها مراراً وتكراراً، فكم أعلنت واشنطن أنها بدأت بسحب قواتها المحتلة من سورية عندما وصلت مخططاتها إلى طريق مسدود ثم سرعان ما تم نفي تلك التصريحات، وإذ تظهر الحقيقة لاحقاً بإعادة انتشار حول حقول النفط لسرقتها، وكي توكل مهمة الفوضى الهدامة لأدوات أخرى في المناطق التي تنتشر بها.
فطالما راوغت واشنطن وكذبت في قضية انسحاب قواتها الغازية من سورية والعراق وأفغانستان، وتصريحات مسؤوليها عن تلك الانسحابات تثير الكثير من التساؤلات حول السياسات الأميركية في المنطقة والوجود العسكري فيها، والذي تتلخص أهدافه بتحقيق أمن الكيان الصهيوني ونهب ثروات الشعوب ليس إلا.