وأخذ رؤساء المجالس بنشر الإعلانات عن فتح المجال للانضمام إليها بطريقة توحي أن هناك همة عالية وحماسة لتشكيل هذه المجالس وتفعيل دورها لتأخذ مكانها في دفع عجلة الاقتصاد .
واللافت أن المجالس التي تم إطلاقها حتى الآن رؤساؤها من رجال الأعمال المعروفين بالملاءة المالية الكبيرة وأسماؤهم لها وزنها في المجتمع الاقتصادي ذلك أن حفلات الإطلاق والإعلانات في وسائل الإعلام عن تشكيل هذه المجالس تتطلب مبالغ ليست قليلة , فضلاً عن الانفاق الذي يتطلبه استكمال تشكيلها بما يتضمن المكان والسكرتارية والنظام الداخلي والبرامج التنفيذية .. للوصول الى الشكل المؤسساتي الذي يجب أن تكون عليه مجالس رجال الأعمال والذي أكد عليه السيد رئيس الحكومة , ما يعني أن تأسيس هذه المجالس بات مكلفاً من الناحية المادية .
وكون رؤساء المجالس معنيين أولاً وأخيراً بالإنفاق على التأسيس ووصول المجلس إلى شكله المؤسساتي , فهذا يطرح تساؤلات يتداولها الكثيرون في المجتمع الاقتصادي السوري مفادها .. هل جميع رؤساء المجالس قادرون على تحمل هذه التكاليف ؟ أو بمعنى آخر ، هل سيقدم الجميع على مأسسة المجالس بالطريقة التي تمكنها من أداء دورها بحيث يكون أعضاؤها سفراء حقيقيين لبلدنا حول العالم ويساهمون في توطيد العلاقات مع الدول العربية والاجنبية ؟ .. وهل هذا السخاء سيصب في خدمة المصلحة الوطنية أم المصلحة الشخصية الضيقة ؟ .. هل ستكون المجالس للعمل أم « للبرستيج والبروظة » تساؤلات كثيرة تأتي إجاباتها في وقتها على أننا لن ننجر الى « نظرية المؤامرة » التي يفكر بها البعض لكن بالتأكيد المرج سيظهر عندما يذوب الثلج في القادم من الأيام والشهور .
H_SHAAR@HOTMAIL.COM