غير مرة ,تحدثنا عن المراكز الثقافية في المحافظات , وكان دافعنا البحث عن الوسائل الناجعة لتفعيل هذه المباني الضخمة , التي كلفت الدولة ملايين الليرات , دون أن يكون لها , على أرض الواقع المردود الثقافي الذي بنيت من أجله , فتحولت إلى صروح حجرية لامعنى لها.
في الملف الذي بين أيدنا عودة إلى هذه القضية , وهي محاولة جادة لاستكشاف الواقع الذي تعيش فيه المراكز الثقافية في طرطوس , و خاصة العلاقة التي تربط هذه المراكز بالفعاليات الثقافية في المحافظة , لاسيما أن نسبة التعليم فيها , من حملة شهادات عليا ملفت للنظر ,ويدعو إلى شيء من الاهتمام والمتابعة .
وإلى جانب ذلك , فإن هذه المراكز غالباً ما تكون فقيرة في كتبها ومراجعها , الأمر الذي يدفع المرء إلى الاستغراب في ظل توافر الكتب القيمة في الوزارة و دور النشر الرسمية والخاصة في سورية , وهو مايتطلب من الوزارة بعض التعاون معها للحصول على مايصدر عنها من عناوين هامة تفيد القارئ والباحث والمتابع .
يبقى القول , إن مثل هذه الملفات , الهدف منها تحريك الساكن من الدوائر الثقافية وهو ماقد يفيد في لفت نظر المسؤولين عما يمكن أن تكون عليه هذه الصروح الثقافية التي نأمل أن تكون على أحسن حال.