| إسرائيل مشروع حرب البقعة الساخنة بالعدوان العسكري المستمر وعمليات القصف والاجتياح وغارات الطيران الحربي , ويشدد من إغلاقه ومحاصرته وتجويعه لمئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني , الذين أدير وللأسف الشديد لهم وللملايين الآخرين من إخوتهم في الداخل وفي الشتات ولقضيتهم العادلة الظهر , ووقف العالم متفرجاً على آلامهم ومعاناتهم , وكأن الذي يجري من تدمير وسفك للدم وذبح عنصري , وتهويد واقتطاع وتمزيق لأوصال الضفة والقطاع وعزلها عن بعضها وعن باقي الوطن الفلسطيني المغتصب , قد غدا مشهداً مألوفاً وحدثاً عادياً أدمنه العالم ولا يستأهل حتى رفة الجفن ! ? والمفارقة الغريبة والمستهجنة أن النظام الدولي الجديد , الذي تديره الولايات المتحدة الأمريكية وتسير في ركابه دول غربية معينة ومتنفذة , تمتلك حق النقض في مجلس الأمن والتي لا تكتفي بتشريع هذه السياسة المجرمة وتأمين التغطية لها , أو تجد حرجاً في تقديم كل أشكال الدعم والتحريض لمواصلتها , تحاول اليوم بوسائل الضغط والترهيب و (البلطجة ) , تسويق إسرائيل على أنها مشروع سلام لا حرب , وفرضها لا جزءاًً من معادلة المنطقة فحسب , وإنما قوة مطلقة فيها دون منازع . وهو ما يعني مكافأة المعتدي ومنحه صكوك براءة عن كل ما ارتكبه ويرتكبه من فظائع , وإعطاءه مكاسب ما كان ليحلم بها على حساب الحق العربي , ولم يستطع أخذها لعقود بالعدوان والقوة الغاشمة , وذلك خلافاً لمواثيق وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة , التي باتت تخضع هي الأخرى للمزاجية والانتقائية ولسياسة المعايير المزدوجة , وتصطدم برفض إسرائيلي مشهر , جعل ويجعل من مسألة السلام مجرد كذبة , ومن المؤتمرات الدولية السابقة واللاحقة خدعة ومناورة أخرى , لن تعود بأية ريعية أو فائدة على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة . مثل هذه المواقف المفرطة في التحيز والمغالاة جرى التحذير منها في السابق , ومن الواجب اليوم والمنطقة تعيش في حالة غير مسبوقة من الفوضى والاحتقان والتفجر والحروب , بفعل الاحتلال الصهيوني لفلسطين والأمريكي للعراق , تكرار التحذير من مغبة هذه السياسة وتبعات الاستهانة بكرامة العرب وحقوقهم , وإبقاء إسرائيل خارج دائرة المساءلة والقانون الدولي , تستبيح وتقتل وتنفذ مشروعها باستثمار قذر للتواجد العسكري الأمريكي , وتوظيف له في اتجاه مد عمر الأزمة وإطالة الصراع , الذي يستحيل في النهاية أن يحسم لمصلحة مشروع الاستسلام , ولغير الخيار المقاوم .
|
|