تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إسرائيل مشروع حرب

البقعة الساخنة
الخميس 11/10/2007
محمد علي بوظة

يظل قطاع غزة مسرحاً للجريمة الصهيونية المنظمة , وعنواناً فاضحاً لهمجية الاحتلال , الذي ما انفك يمارس سياسة التصعيد والبطش والتنكيل والتصفية ,

بالعدوان العسكري المستمر وعمليات القصف والاجتياح وغارات الطيران الحربي , ويشدد من إغلاقه ومحاصرته وتجويعه لمئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني , الذين أدير وللأسف الشديد لهم وللملايين الآخرين من إخوتهم في الداخل وفي الشتات ولقضيتهم العادلة الظهر , ووقف العالم متفرجاً على آلامهم ومعاناتهم , وكأن الذي يجري من تدمير وسفك للدم وذبح عنصري , وتهويد واقتطاع وتمزيق لأوصال الضفة والقطاع وعزلها عن بعضها وعن باقي الوطن الفلسطيني المغتصب , قد غدا مشهداً مألوفاً وحدثاً عادياً أدمنه العالم ولا يستأهل حتى رفة الجفن ! ?‏

والمفارقة الغريبة والمستهجنة أن النظام الدولي الجديد , الذي تديره الولايات المتحدة الأمريكية وتسير في ركابه دول غربية معينة ومتنفذة , تمتلك حق النقض في مجلس الأمن والتي لا تكتفي بتشريع هذه السياسة المجرمة وتأمين التغطية لها , أو تجد حرجاً في تقديم كل أشكال الدعم والتحريض لمواصلتها , تحاول اليوم بوسائل الضغط والترهيب و (البلطجة ) , تسويق إسرائيل على أنها مشروع سلام لا حرب , وفرضها لا جزءاًً من معادلة المنطقة فحسب , وإنما قوة مطلقة فيها دون منازع .‏

وهو ما يعني مكافأة المعتدي ومنحه صكوك براءة عن كل ما ارتكبه ويرتكبه من فظائع , وإعطاءه مكاسب ما كان ليحلم بها على حساب الحق العربي , ولم يستطع أخذها لعقود بالعدوان والقوة الغاشمة , وذلك خلافاً لمواثيق وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة , التي باتت تخضع هي الأخرى للمزاجية والانتقائية ولسياسة المعايير المزدوجة , وتصطدم برفض إسرائيلي مشهر , جعل ويجعل من مسألة السلام مجرد كذبة , ومن المؤتمرات الدولية السابقة واللاحقة خدعة ومناورة أخرى , لن تعود بأية ريعية أو فائدة على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة .‏

مثل هذه المواقف المفرطة في التحيز والمغالاة جرى التحذير منها في السابق , ومن الواجب اليوم والمنطقة تعيش في حالة غير مسبوقة من الفوضى والاحتقان والتفجر والحروب , بفعل الاحتلال الصهيوني لفلسطين والأمريكي للعراق , تكرار التحذير من مغبة هذه السياسة وتبعات الاستهانة بكرامة العرب وحقوقهم , وإبقاء إسرائيل خارج دائرة المساءلة والقانون الدولي , تستبيح وتقتل وتنفذ مشروعها باستثمار قذر للتواجد العسكري الأمريكي , وتوظيف له في اتجاه مد عمر الأزمة وإطالة الصراع , الذي يستحيل في النهاية أن يحسم لمصلحة مشروع الاستسلام , ولغير الخيار المقاوم .‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 11/10/2007 01:08

بالطبع هي كذلك , وستبقى إسرائيل مشروع حرب إلى ماشاء الله, ومن يعول عليها بأي سلام حقيقي فهو واهم.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 1049
القراءات: 964
القراءات: 1036
القراءات: 1048
القراءات: 998
القراءات: 1016
القراءات: 1057
القراءات: 1024
القراءات: 1092
القراءات: 1145
القراءات: 1124
القراءات: 1031
القراءات: 1115
القراءات: 1144
القراءات: 1120
القراءات: 1142
القراءات: 1143
القراءات: 1204
القراءات: 1226
القراءات: 1185
القراءات: 1158
القراءات: 1149
القراءات: 1166
القراءات: 1252
القراءات: 1213

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية