كما سببه بعض القائمين على جهاتنا العامة والخاصة وتجار الأزمة والحرب الذين أتخموا وأثروا على حساب الشعب دون وازع من أخلاق أو ضمير وبعيداً عن أي حساب أو عقاب!
يعيش السوريون أجواء الفرح الذي عكسته الكرنفالات التي شهدتها مدننا تحت عناوين وطنية جامعة.. (سورية السلام.. سورية الانتصار.. سورية المحبة.. سورية الأمان..) كما عكسته المعايدات واللقاءات والاتصالات التي جرت فيما بين الأصدقاء والجيران والمعارف، إضافة للمعايدات الرائعة التي ضجت بها كافة صفحات التواصل الاجتماعي للأفراد والمؤسسات دون استثناء.
لكن هذا الفرح لم يكتمل فهو ممزوج بالألم الذي يتشارك به عموم المواطنين بدءاً من ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية بشكل كبير جداً وأكبر من طاقة نسبة كبيرة منهم على التحمل، مروراً بما يسمعونه ويقرؤونه ويلمسونه عن الفساد الذي ينخر بعض وزاراتهم ومؤسساتهم وآخرها قضية وزارة التربية التي زادت على التسعين مليار ليرة في ثلاث سنوات فقط وفق بيان الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش، والملفات التي تثار هنا وهناك وتنتظر التحقيق الموضوعي والمهني من قبل التفتيش والقضاء..
وليس انتهاء بحالات التقصير والإهمال والترهل الذي يحكم عمل وأداء ومتابعات الكثير من الجهات العامة وينعكس سلباً على حياة أو صحة المواطنين وكان آخرها المأساة التي تعرض لها الطفل محمود علي في قرية دير الجرد بريف القدموس بسبب خط توتر متوسط ملاصق لبيت والده لم يتم إبعاده إلا بعد تحويله من طفل يضج بالحركة والحيوية والنشاط إلى طفل بلا أطراف مقعد مدى الحياة، رغم مطالبة الجهات المعنية بإبعاده على مدى سنوات عديدة!!
سورية يليق بها الفرح بعيداً عن الألم وأملنا أن نعيش هذا الفرح في قادمات الأيام بعد أن نطهر بلدنا من الإرهاب بفكره وأدواته، ونعاقب كل من تاجر به وبدماء شهدائنا وبحياة ومعيشة مواطنينا.