الممثل المسرحي جذبته الاضواء..والكاتب فر الى عالم الدراما...وبقي عالم المسرح فارغا الا من قلة يحركها تحد مختلف قد تدفع ثمنه فيما بعد...
مشكلة المسرح ليست فقط في الهجمة التكنولوجية عليه...بل في كونه دائما كان يطرح الثقافة البديلة..في اتجاهه الدائم نحو الجدل واثارة الاشكاليات..في امكانية خوضه في قضايا عميقة...قد تتعب المتفرج الباحث فقط عن تسلية عابرة...
عروض كثيرة اشتغل عليها بعناية قد لاتحظى بالنجاح المفترض..لأنها قدمت في غير اوانها..وعروض أخرى قد لايكتشف مدى تأثيرها بمجرد انتهائها...تحتاج الى وقت... حينها ستدرك ان كان العرض مؤثرا أم لا...
بعض العروض التي يتمكن صانعوها منك لاتفارقك أبداً...تحتل مساحة في ذاكرتك..تسترجعها خاصة حين تحضر عروضاً أخرى لتعقد مقارنات...
قد تبدو في بعض الاحيان صحيحة... لكنها حين تكون خارج شرطها الفني والفكري قد تبدو ظالمة خاصة لأولئك الذين بذلوا جهوداً مضنية لإنجاح عرض ما ومع ذلك اخفقوا...
أتذكر عروضا سورية مازالت تحملها الذاكرة منذ أكثر من عشرين عاماً...(سكان الكهف لفواز الساجر،مركب بلا صياد لفايز قزق...).
وبالطبع هي ليست العروض الوحيدة، إذ إن تاريخ المسرح السوري المعاصر يحتوي على كم كبير من العروض التي تمكنت في فترة سابقة من تأسيس رؤى مسرحية مختلفة... قامت لفترة قصيرة سرعان ما انهارت مع انهيار أحلام أصحابها ليبقى المسرح وحده ينعي مجده الضائع.
soadzz@yahoo.com