عن مجتمعنا هو السبب لكل محاولات الفوضى وزرع الفتن ، لأن المشكلة هي بالإنسان نفسه وبحبه لوطنه بعيدا عن السياسة والأدلجة والكلام الإنشائي ..والمحب يعطي ولا يأخذ ..ويبني ولا يخرب ..
واليوم بالفعل نجد أنفسنا أمام تحد يتمثل بأننا المعنيون أولاً وأخيرا بالإصلاح في جميع مواقعنا لنرسم ملامح المستقبل الزاهر بأيدينا ..لا أن نحمل مسؤولية ذلك لغيرنا وكأننا في جزر بعيدة عن الوطن أو مدينة أفلاطون الفاضلة .
ومن الافكار الخلاقة العمل التطوعي الخيري ولاسيما للمحتاجين والفقراء وبذلك تزداد المحبة والعطاء والأمن والاستقرار ..فهل سمع جيل اليوم بما فعله الآباء والأجداد من عمل طوعي وخيري لا يزال ماثلا حتى الآن ..لقد بنوا المدارس ..والطرقات ..ودور العجزة والبيوت للمحتاجين..والمشافي والمراكز الصحية ..وحتى حافلات النقل ..وكلها بالعمل التطوعي فقط .
وهل سمع أحد ( باليوم المجاني ) الذي يخصصه أصحاب الفعاليات الانتاجية والخدمية لتقديم خدمة أو سلعة مجانا لمن يحتاج من الفقراء ..وهذا اليوم يعني الأفراد والمؤسسات كأن يخصصه الاساتذة لاسيما المتقاعدون للطلاب مجانا في بيوتهم أو في المدارس وكذلك الطبيب مهما كانت شهرته ومهما كان موقعه كان يخصص للمحتاجين يوم العطلة الأسبوعية مجانا وهذا يعرفه كبار السن بدمشق وغيرها من المدن السورية..
فما المانع أن تبادر كل جهة ( أفراد أو مؤسسات ) إلى مثل هذا اليوم المجاني وحتى ولو بضع ساعات ..فهذا يحسن سمعة جميع الفعاليات الاجتماعية والاقتصادية ويزيد مردودها أضعافا مضاعفة ..
وباختصار ..فإن مشاريع العمل التطوعي الخيري موجودة في كل مكان ..وعلى العقلاء والمحبين للوطن أن يبادروا إليها ..ولدينا إضافة للأفراد الطيبين والشركات والمؤسسات مئات الجمعيات الأهلية التنموية والخيرية وكذلك النقابات المهنية والمنظمات الشعبية وكلها تستطيع أن تطلق مبادرات ( محبة الوطن ) في هذا الوقت بالذات خصوصا من قبل الشباب في العطلة الصيفية فلديهم الكثير من الأفكار المبدعة للعمل التطوعية وتجارب الماضي أيضا غنية وكثيرة فلماذا لا نستعيدها ليصبح الخير مضاعفا أكثر وأكثر ..