تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خبز البلوط

معا على الطريق
الجمعة 19-4-2019
ديب علي حسن

بعد أن أوقدت النار وغادرت لبضع دقائق عادت وفي عينيها حزن الدنيا كله جلست قليلا صامته، كان الاب قد عاد من الارض جلس قليلا.. همس يدور..

لا اعرف ما يشي به لكنه قرار خطير للغاية ..تحزم الام بقجة من الثياب ...ينظران إلينا بحنان ....عناق الاب لم يكن مألوفا لنا هكذا.‏‏

يمضي ملوحا ثمة امر ما لابد انه جعل الاب يمضي في سفر طويل ،مضى شهران ونيف كان الطقس صيفا حين عاد وقد سبقته إلى البيت الكثير من اللوازم والأدوات المنزلية.‏‏

توافد الجيران للتهنئة والسلام ودار الكلام عن فلان وفلان لقد طالت غيبتهم في لبنان...اذن كان الاب في لبنان عمل هناك كما الكثيرون...‏‏

ظلت الأسئلة معلقة ..لماذا لبنان وكيف ...لم تجد إجابات الا حين كانت مجالس شجر التوت تعقد صيفا ويجتمع رجال القرية يسردون الوقائع وحين يتدخل أحدنا بسؤال ما يكون الجواب:انتم محظوظون تعيشون بنعمة كبيرة..يعلق آخر منهم:هل اكلتم خبز البلوط هل ذقتم خبز الشعير؟‏‏

يكمل من هو الأكبر كانت فرنسا تنتظر مواسم القمح حتى تصبح جاهزة وترسل من يحرقها ...لاشيء من الزاد الا ان تكون كل أسرة يا بني قد خزنت بعضا من ثمار البلوط تعمل على عجنه وخبزه.‏‏

..المهم ان يسد فراغا ،أن يملأ مساحة في معدة خاوية.‏‏

وحين يصل فيما بعد إلى مرحلة خبز الشعير وهو للمحظوظين يكون الفرح كبيرا ويصبح حديث القرية كلها :فلان أمن خبز شعير ...‏‏

وبعد تسألون :لماذا انتم محظوظون كل شيء عندكم لم تعرفوا عطش الصيف ولا برد الشتاء لم تكن الكهوف ملاجئ تهربون إليها يوم تحاصر الطرقات من جنود فرنسا.‏‏

هل جربتم السير حفاة وعرفتم كيف تتيبس الاقدام ويعرى الجسد ..من كان ينتعل حذاء من بقايا الدواليب فهذا السعيد‏‏

..اما الكاز وغيره فلم يكن ..الإنارة من روث الحيوانات بعد أن ييبس ....ومن يملك حطبا فهو ايضا من ....‏‏

يعبر ذلك في الخاطر كله ونحن نعيش بقايا أحقاد الغرب علينا ...الادوات لم تتغير الغاية واحدة...ربما نحن تغيرنا قليلا وأصبحنا اقل صبرا والبعض لا يهمه الا الصخب الإعلامي...لكننا نزداد يقينا أن جذورنا لا تموت لا تييبس ،والمحن تصقلنا تعيد الجوهر...‏‏

لكن حذار فألف متربص يعرف كيف ومن أين يتسلل ،تجاوزنا الكثير الكثير ،ومسألة النهاية من هذا الواقع ليست بعيدة..انه الوطن ...وكل ما فيه غال مقدس ولكن انبله الانسان السوري، فلنكن يدا بيد بلسمه واقعا وعملا ومصارحة وقدرة على اجتراح الحلول، لنكن كما حكومات الأمهات في تدبير أمور منازلهن.‏‏

وكما بقي البلوط صديق السنديان والإنسان السوري سنبقى كما غاباتنا نعرف كيف نجود بكل ما عندنا وصحيح أن الإنسان ليس بالخبز وحده يحيا، لكن الاصح أن اليد باليد تصنع كل خبز الحياة من بلوط أو شعير وقمح ، فلنتقاسم رغيفنا أيا كان من اجل غدنا.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 753
القراءات: 758
القراءات: 784
القراءات: 673
القراءات: 689
القراءات: 773
القراءات: 841
القراءات: 781
القراءات: 654
القراءات: 855
القراءات: 756
القراءات: 732
القراءات: 721
القراءات: 740
القراءات: 724
القراءات: 674
القراءات: 836
القراءات: 695
القراءات: 768
القراءات: 743
القراءات: 811
القراءات: 777
القراءات: 802
القراءات: 721
القراءات: 768

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية