|
من باب التضليل البقعة الساخنة فإن حقائق الأمر الواقع في مجمل اللوحة الداخلية الاسرائيلية تدحض هذه التبريرات وتؤكد أن «الماء تكذب الغطاس» وأن ما ينطق به ليبرمان هو لسان حال الجميع من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وممن يطلقون على أنفسهم بالحمائم والصقور ومن المتطرفين والمتدينين إلى العلمانيين. فإذا كان مؤتمر هرتسيليا في «نسخته العاشرة» والذي يتداعى إلى حضوره كل عام أقطاب الحكم والأحزاب والمنظمات الصهيونية لرسم سياسات المستقبل وقراءة تجارب الماضي، قد حصر مساراته في محطته الأخيرة - وكما هي عادته -بالبحث عن أمن الكيان الاسرائيلي المزعوم ومحاولات خلق الذرائع لشن الحروب على حركات المقاومة والدول التي تسعى إلى إعادة حقوقها ناهيك عن سن القوانين لترسيخ «يهودية» هذا الكيان مع كل ما تعنيه من تصفية للشعب الفلسطيني وحقوقه، فإن النتيجة الحتمية لهكذا مؤتمر هي صدور مثل هذه التصريحات الحربية سواء جاءت على لسان ليبرمان أم باراك واشكينازي وغيرهم. وقبل هذا وذاك فإن من يسن القوانين المزعومة ويصدر التشريعات للاستفتاء الشعبي قبل الانسحاب من أراضي الآخرين، ومن لا همَّ له ولا عمل إلا ارتكاب الجرائم ومواصلة التهويد وترسيخ الحصار والاستمرار في اعتقال الأبرياء ومصادرة أراضيهم وبناء المستوطنات فوقها، ومن يدوس على قرارات الشرعية الدولية ويرفض توصيات محكمة لاهاي حول جدار الفصل العنصري وإجراءات مجلس حقوق الإنسان حول تقرير غولدستون وبيانات مجلس الأمن حول وقف العدوان، مَنْ يفعل كل هذا لن ينتظر العالم منه عبارات السلام ولن يخرج أحد من مسؤوليه ليقول عكس ما يقوله ليبرمان، وإن فعل أحدهم ذلك - كما حاول نتنياهو - فالأمر من باب الخداع والتضليل والأمثلة أكثر من أن تحصى!!. ahmad hamad67@ yahoo.com
|
|