|
أحبها مرتين معاً على الطريق من على أرجوحة الهوى تنسمت مرة حب سورية دافئاً أو رصيناً أو مسكِّناً لقلق أو آلام ، كما تنسمته في مرات منعشاً أو حاراً ، لكنه في الحالين لا يتركك على حالك كما كنت قبل أن تمر على صدفة قلبك ليدلك على لؤلؤتك الأصيلة المشعة. أحب سورية، أحبها وفاء كما أحبها ابتهاجاً.. بهجة لايضاهيها فوز أو مكسب ،تلك التي عشتها وعايشتها قبل أيام بمناسبة استهلال الدوحة عاصمة للثقافة العربية بالأسبوع السوري. البداية كانت بالإلياذة الكنعانية لفرقة أورنينا، وأن يبدأ الأسبوع السوري بعمل عن فلسطين لأمر بالغ الدلالة ووقع بالغ الأثر . لقد استطاع هذا العمل الراقص الاستعراضي أن يذِّكر من جديد بالحصن السوري ضد غوائل إهمال وتناسي القضية الفلسطينية. ببساطة إن بلداً عربياً آخر لايمكن له أن ينتج عملاً أو يفتتح به أسبوعاً ثقافياً يخصه سوى سورية. كان العمل مؤثراً متقناً عاطفياً بلا ادعاءات أو فذلكات ، فتحول الجمهور إلى موجة عاطفية تنحني مع انحناءة الراقصين ، ثم ترتفع مع صرخاتهم وتبكي مع أهاتهم .. نعم بكى جمهور المسرح الوطني القطري في نوع يتأسس على الحركة، مايكبح عادة الانفعال العاطفي. الجمهور السوري والعربي الحاضر لم يتواصل فقط مع العرض، بل كان هناك إعجاب ، اطمئنان ، تقدير ،وامتنان لسورية. في اليوم التالي التقط الإعلاميون الذين حضروا ندوة الدراما السورية ، فعنونوا مقالاتهم بمحور منها وفيه أن معظم الإنتاج الدرامي العربي عن القضية الفلسطينية سوري بامتياز. تجدد الحب الممتزج بالفخر والبهجة مع الحفل الموسيقي لفرقة جسور، وقد تمكن مديرها ، العازف صلاح عمو أن يكون أميناً لعنوان فرقته ، فقدم معزوفات وأغاني تدل كم أن سورية جسر بين ثقافات لم يسبق أن تعايشت في مساحات أخرى، بعيدة أو قريبة من عالم شاسع لكنه يضيق بالاختلاف . بلد يزدهر ويزهر فناً وثقافة، سيجعل أبناءه يزهون به .. يحبون بلدهم حبين وأكثر. dianajabbour@yahoo.com
|
|