تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تراجع

على الملأ
الأحد 7-2-2010م
مصطفى المقداد

سجل اليورو أدنى سعر له بمواجهة الدولار خلال الشهور الثمانية الماضية فاتحاً الطريق أمام انخفاضات محتملة خلال الفترة القادمة.

وكانت العملة الأوروبية الموحدة قد حققت ارتفاعات بدأتها من سعر يقل عن 0.85 دولاراً ليتجاوز 1.62 دولاراً قبل نحو عامين متزامناً مع ارتفاع سعر النفط.‏

أما اليوم فإن هذا التراجع يتزامن مع بوادر التعافي الاقتصادي واستمرار مراوحة اسعار برميل النفط بحدود الثمانين دولاراً الامر الذي يجعل اقتصادات منطقة اليورو ترزح تحت عبء فوارق اسعار الصرف في سعيها لتأمين احتياجاتها من الطاقة وخاصة في فصل الشتاء الحالي، أما من جانب مقابل فإن هذا الانخفاض يساعد الاقتصادات الأوروبية على رفع صادراتها ومنافسة الصادرات الاميركية التي تواجه تراجعاً لأكثر من ثمانية عشر شهراً والسؤال المهم في هذا المجال: هل من علاقة بين انخفاض سعر صرف اليورو أمام الدولار والظروف المستجدة والتطورات في العلاقات الاقتصادية و الدولية تؤثر في العلاقات السياسية والاقتصادية كثيراً على اسعار الصرف عموماً ففي ظل استمرار الازمة الاقتصادية العالمية وبروز خلافات جديدة ما بين الولايات المتحدة والصين تأخذ المواجهة اشكالاً متعددة يكون الاقتصاد أحد أوجهها فشركة غوغل الاميركية هددت بسحب خدمتها من الصين بعد اتهامها بعمليات قرصنة الكترونية لأربعة وثلاثين شركة أميركية كما عقدت واشنطن معاهدة مع تايوان لتزويدها بالاسلحة بما يمهد لتوتر جديد واحتمالات مواجهة عسكرية ما بين بكين وتايبيه فضلاً عن عودة الصراع بين العملاقين الكبيرين الصين والولايات المتحدة.‏

وهنا تلعب الصين دوراً مهماً في الاقتصاد العالمي باعتبارها حافظت على معدل نمو مرتفع قارب 8٪ كما حافظت على سعر صرف (يوان) منخفض يساعد على المنافسة أمام اليورو والدولار والين والاسترليني على السواء وهو ما يعتقد أنه دفع بالشركات الغربية للعمل على الحد من اندفاع الاقتصاد الصيني المتعاظم.‏

ولكن في ظل مواجهة التنين الصيني فإن تناقضات ثانوية تبرز بين الاقتصادات الغربية نفسها ترتكز الى رغبة الولايات بالسيطرة على حليفاتها التقليديات في القارة العجوز وبالتالي فإن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعى خلال الفترة الماضية الى تثبيت دولار منخفض يطرد البضائع الأوروبية من دائرة المنافسة وخاصة داخل الولايات المتحدة وبالتالي فإن المستقبل ينذر بتصاعد الخلاف وتضارب المصالح ما بين الولايات المتحدة، وأسود الإتحاد الأوروبي فيما إذا استمر تراجع سعر صرف اليورو، وباعتقادي إن الجهود الأميركية سوف تنصب خلال الفترة القادمة إما لفرض آليات مالية ومصرفية جديدة، أو السعي للتوافق خلال لقاءات ومؤتمرات دولية لإيجاد آلية جديدة، تتوافق مع ما طرحه الرئيس الفرنسي من دعوة لإيجاد نظام اقتصادي جديد يكون قادراً على تجاوز العقبات والمشكلات التي أفرزتها الأزمة الأخيرة.‏

تعليقات الزوار

الصحفية ميساء الشمالي |  mayssa.alshamali@gmail.com | 07/02/2010 12:11

استاذي الكريم مصطفى المقداد تحية طيبة اتمنى لك التقدم والنجاح خلافا لعنوان مقالتك التراجع. فالكثيرون يحاولون استخدامها مع الغير ليدفعوا بانفسهم الامام وعلى مختلف الصعد والمستويات وبين الدول والمؤسسات والشركات وحتى الافراد. والبقاء للاقوى سواء كانت قوته نابعة من شر او خير . انت يااستاذي الكريم قوتك نابعة من الخير باد ذلك على محياك الانطباع الاول يدوم . رجل يمتلك من اسباب القوة مايكفي مثلك لابد ان يكون مصيره التقدم المستمر الحافل بالنجاح له و لمن حوله. وفقك الله

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11695
القراءات: 988
القراءات: 921
القراءات: 896
القراءات: 935
القراءات: 972
القراءات: 1005
القراءات: 922
القراءات: 972
القراءات: 1034
القراءات: 1005
القراءات: 1000
القراءات: 1005
القراءات: 1005
القراءات: 1012
القراءات: 1107
القراءات: 1037
القراءات: 1088
القراءات: 1108
القراءات: 1095
القراءات: 958
القراءات: 1020
القراءات: 1074
القراءات: 1074
القراءات: 979
القراءات: 1119

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية