لست متخصصا في علم الغذاء ولكن ما هو معروف غير ذلك .. والدراسة تشير الى نفسها وطبيعتها في دولة فقيرة.
أسوق هذه المقدمة لأن البعض يحلو لهم اليوم مقارنة نسبة الفقر في سورية بنسب الفقر في دول أخرى ويرون أنها أقل بكثير. وهذا الأمر يثير العديد من الأسئلة خاصة وأن بعض المسؤولين أيضا تحلو لهم هذه المقارنة.
إذا قلنا: إن الامر محمول على حسن النيات وبغض النظر عن استخدام جهات رسمية أم غير رسمية لدلالة النسبة وتوظيفها, أتساءل ما علاقة المواطن عندنا بنسب الفقر عند غيرنا رغم تعاطفنا مع كل الفقراء في كل مكان, وهل هو مسؤول عنها لنذكره بها?
إذا كنا ننظر إلى المستقبل بعين الطموح هل يستقيم معنا هذا المقياس خاصة وأن العديد من التصريحات تؤكد أن الإمكانيات كبيرة في بلادنا لكن الكثير من المشكلات تؤثر على توزيع الدخل بشكل سلبي?!
لا أطالب بالمقارنة مع الدول الاسكندنافية مثلا حتى لا أتهم بالتحليق في الخيال, ولكن هل من المعقول أن أقارن بدول أشد فقراً ? ألا تصبح مثل هذه المقارنة عزاء?
وأتساءل هل من المعقول أن نقلب المقاييس للدفاع عن فكرة ما? أم أن الفقر الشديد عند غيرنا يبرر نسبة الفقر عندنا?
أرجوكم ارحمونا من المقارنات مع غيرنا لأننا أيضاً نستطيع أن ندفع هذه المقارنات باتجاهات أخرى.