كل الطيور المغادرة عادة ترفرف بأجنحتها وسوزان سلمان كتبت عبارة قصيرة على صفحتها على الفيس بوك تعلن فيها خوفها.. وغادرتنا إلى الأبد.. !
رحلت مع الراحلين، وكأن الانتظار يضيق بنا، رحيل على رحيل.. ولا شيء يبشر بزواله، وتكبر كتلة الموت يوما اثر آخر.. مصرة على عناق سوري طويل الأمد.. !
أيا كان شكل الرحيل مفجع.. لكن قذيفة هاون غادرة اختارت أن تخطف الفنانة الشابة.. أن تنبئنا أن لاشيء يقيني بعد.. ما نعيشه مجرد احتمال.. حياتنا قد تخط آخر سطورها في أي لحظة.. !
أي هواجس.. وأي مصير ينتظرنا؟
نستمر ونتناسى أن ثمة موتا زاحفا بشوق نحونا..
نستمر معتقدين أنه بعيد عنا، وان تلك القذائف بعيدة عنا..
رغم أن كثرا لم يعرفوها سوى من خلال أعمال فنية قليلة.. الآن باتت شهيرة.. كل صفحات التواصل تتداول صورها الجميلة.. ولكن أين هي من هذه الشهرة العبثية.. ؟
ليتها عاشتها في حياتها.. وهي التي تكبدت عناء فراق بلدتها السودا في طرطوس، لتلتحق بركب الحالمين الباحثين عن منبت لمواهبهم.. ترى كيف استقبلتها بلدتها وهي التي لم تتجاوز الثلاثين سوى بعام واحد.. ؟
صديقها المخرج بشار عباس طالعتنا صفحته بأجمل صورها على الإطلاق.. يخبرنا كيف حجبت عنا أحلامها..
صورة توحي لنا للحظة أنها على وشك الرجوع..
توحي بشخصية تمتلك كل آمال وأحلام شابة تؤمن بقدرتها على تحقيق حلمها.. لم تكن توقن حينها أنها ستمضي في لحظة.. !
لم تمهلها يد القدر.. لنشعر مثلها أن تلك الشظية الخبيثة قد مزقتنا معها..
بتنا يوميا ندق ناقوس المرارة على الراحلين.. ولكن كل اللغات تطل خجلى من نوافذ عجزها.. !
soadzz@yahoo.com