تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التدخل الفاضح!!

البقعة الساخنة
الاثنين2-12-2019
علي نصر الله

كان مُتوقعاً من واشنطن أن تُعلق على تَعثر اجتماعات لجنة مناقشة الدستور في جنيف، بل كان مُتوقعاً أن تَتهور وتُبدي التدخل في عمل اللجنة، وربما يبدو من المُستغرب أن يأتي تَدخلها

الفاضح مُتأخراً بعض الوقت، غير أنها عَوضت التأخير الحاصل بحماقة التعبير عن استعجال النتيجة التي لا تُدلل إلا على أنّ الأوهام ما زالت مُقيمة فيها، لم تتغير، وقد لا تتغير إلا قَسراً، ذلك كما حصل في الكثير من الجُزئيات المُختلفة والمُتعددة خلال سنوات العدوان!.‏

تَزوير الحالة، مُحاولة قلب الحقائق خلافاً للواقع، هو ما كان مُتوقعاً من واشنطن، وقد فَعَلَت الخارجية الأميركية تماماً ما كان مُتوقعاً أن يَصدر عنها أو عن البيت الأبيض، سواء لجهة محاولة توفير الدعم لتُرهات ما يَطرح الوفد المُرتهن لها، العامل تحت إشرافها مباشرة أو تحت إشراف نظام اللص أردوغان بموجب الوكالة المَمنوحة له، أم لجهة مُحاولة تَحميل الوفد الوطني السوري مَسؤولية التعثر والإخفاق!.‏

الشروط المُسبقة التي ادّعتها الخارجية الأميركية لم يَضعها الوفد الوطني السوري، وإنما الوفد الناطق بلسانها، وإنّ الخروقات لمُدونة السلوك، ولقواعد الإجراءات المُعتمدة، ارتكبَها الوفد الذي يَأتمر بأمرها، لا الوفد الوطني السوري، وبالتالي فإن مُحاولة تزوير الحاصل على هذا النحو لا يُلخص كامل حماقة واشنطن وأوهامها، وإنما تَستكملها باستعجال الهُراء المُتصل بما سمّته تهيئة بيئة مناسبة لإجراء انتخابات نزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، فضلاً عن مُحاولة توفير الحماية لمُرتزقتها سواء بالمطالبة الوقحة بإطلاق المُعتقلين من إرهابييها، أم بعدم استهدافهم في مناطق انتشارهم!.‏

تَعليق الخارجية الأميركية بهذا المُحتوى لا يمكن قراءته إلا على أنه التدخل المَرفوض الذي يَفضح القصة عن آخرها للمرة الألف ربما، والذي يؤكد أن واشنطن لم تُجر أي تعديل على مخططاتها ومشاريعها باستهداف سورية، بل إنها تحاول واهمة القفز على التطورات، مُتجاهلة المعادلات التي رسمتها سورية بصمودها وثباتها، ومُنفصلة عن الواقع الذي لا تريد الاعتراف به استغراقاً بوهم الرهان على المرتزقة ومعسكر أدواتها في المنطقة لجهة إحداث تَغيير لن يَقع، لا بالسياسة ولا بالميدان.‏

لم يَكن العالم بحاجة للاطلاع على مَضامين التدخل الأميركي الفاضح - والمَرفوض - بعمل لجنة مناقشة الدستور ليَقف مُجدداً على حقيقة عدوانها المُتجدد بذرائع كاذبة والمُعتمد على المُرتزقة والأذرع الإرهابية والكيانات الإقليمية والدولية الداعمة لها. وإذا كان من كلمة حق مُنتظرة بهذا السياق، فإنّ الأمين العام للأمم المتحدة، ومَبعوثه الخاص غير بيدرسون، هما من يَنبغي أن يَنطقا بها، ومن دون تأخير أو مُماطلة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12228
القراءات: 1580
القراءات: 1238
القراءات: 1401
القراءات: 1360
القراءات: 1162
القراءات: 1412
القراءات: 1271
القراءات: 1399
القراءات: 1480
القراءات: 1481
القراءات: 1550
القراءات: 1823
القراءات: 1198
القراءات: 1275
القراءات: 1216
القراءات: 1587
القراءات: 1395
القراءات: 1369
القراءات: 1442
القراءات: 1395
القراءات: 1419
القراءات: 1397
القراءات: 1695
القراءات: 1404
القراءات: 1283

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية