تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشائعات اختبار للوعي..!

الكنز
الثلاثاء3-12-2019
يونس خلف

ثمة ظاهرة تتسع وتكاد تتحول إلى ثقافة هدامة ولا سيما أنها تتصل من حيث الاستهداف بالحرب الإعلامية من خلال التضليل والخداع والتزييف وحرف الواقع عن مساره.

فالتضليل الإعلامي عملية بث للمعلومات المغلوطة بهدف تضليل الرأي العام وتوجيهه في اتجاه محدد مسبقاً يخدم أغراض القائمين بعملية التضليل. وإذا كان ذلك ينطبق على ما تقوم به وسائل الإعلام المعادية والمشاركة في المؤامرة على سورية فإن الأمر نفسه ينطبق على ظاهرة اتسعت دائرة انتشارها وأصبحت مصدراً للقلق في العديد من وقائع العمل وفي الحياة الاجتماعية سواء لجهة القلق على الوعي المجتمعي عندما يصل إلى مرحلة تصديق أي شي والسير خلفه والترويج له أو لجهة غياب الآلية الواضحة التي تقطع الطريق على كل من يحاول تضليل وتلفيق المعلومات التي تتصل بالشأن العام وهواجس الناس أو المزاج الشعبي نأخذ مثالاً من واقع الحال: المعلومات المغلوطة التي يروجها صناع الشائعات حول ما سمي بتشكيلة حكومية مسربة. ليست المشكلة في تغيير أو بقاء الحكومة.. وليست في صحة بعض الأخبار المتداولة أو أنها مجرد شائعات، والمشكلة أيضاً ليست في من يذهب ومن يأتي.. إنما في تفاقم وانتشار ظاهرة نشر الإشاعات والترويج لها واختلاق المعلومات الكاذبة والأخبار الزائفة وتناقل الأنباء المغلوطة والقيام ببثها والتسابق للتعليق حولها وكثرة البلبلة فيها لتحقيق أهداف يريد مروجوها أن يحققوها.‏

البعض وللأسف مبتلون بهذا المرض ومصابون بداء الترويج للإشاعات وعندهم هوس واحتراف في خلق الإشاعات وحب تناقلها..‏

الأخطر من ذلك قلة العقل عند بعض المراجعين للشائعات الذين يتلقفونها ويروجون لها دون أن يتوافر فيها الحد الأدنى من قابليتها للتصديق، الأمر الذي يكشف ضعفهم وأميتهم في معرفة آليات العمل في مؤسسات الدولة وقوانينها ومراسيمها، فإما أننا لا نشغل عقولنا أو أننا أصبحنا دريئة لحرب الفيسبوك.‏

الأغرب في نقل وتداول الشائعات هو القص واللصق رغم الأخطاء النحوية والإملائية.. ونقل ونشر النصوص دون أن يكون لنا رأي أو أي لحظة تفكير وتأمل. الأكثر غرابة مثل هؤلاء الذين تردهم معلومات من مصدر موثوق..؟!‏

ارحموا عقولكم إن لم تكن ماتت أو أصبحت أسيرة للشائعات وقابلة لتصديق أي شيء. ولا تنسوا أن الشائعات تختبر الوعي والثقافة والخبرة لأن هذه المقومات عندما تتوافر لا يستطيع صناعها أن يستخفوا بالمتلقين ولن يتجرأ أحد على الترويج لشائعة واحدة وإن فعل تموت بمكانها، فالوعي هو السلاح الأقوى دائماً في مواجهة التضليل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 يونس خلف
يونس خلف

القراءات: 606
القراءات: 769
القراءات: 659
القراءات: 590
القراءات: 716
القراءات: 624
القراءات: 730
القراءات: 665
القراءات: 723
القراءات: 752
القراءات: 727
القراءات: 755
القراءات: 666
القراءات: 664
القراءات: 850
القراءات: 708
القراءات: 793
القراءات: 652
القراءات: 825
القراءات: 620
القراءات: 688
القراءات: 779
القراءات: 663
القراءات: 855
القراءات: 688

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية