صباح سوري والبشائر تعلو الوجوه، والشام عروس تزهو بكبرياء بنيها الطيبين، وعيون الحالمين المتطلعين إلى المستقبل، يستذكرون تضحيات من مروا خفافاً فوق هذه الأرض، وصاغوا بدمهم الطاهر أبجدية الحياة، هنا حيث يصبح للصمود طعم آخر، وللتحدي وجوه يكتبها السوريون وهم يخوضون معركتهم الانتخابية غير مكترثين بنعيق الغربان، ليكتبوا بصمودهم وتضحيات أبنائهم حكاية شعب عريق، قطع رأس الغول، وحطم جبروت الطغاة، وانطلق مارداً من ضياء يبشر بالقادم من فصول الحياة على وقع الانتصار العظيم..
وحدهم السوريون يصنعون صباحهم، وقد أدهشوا الكون يوم سطروا في زحفهم القدسي إلى سفاراتنا في الخارج ملاحم لا تنساها العيون، ليقولوا بأعلى صوت، نحن ورثة الحضارات، وحدنا نكتب حاضرنا ونصوغ تفاصيل مستقبلنا عقداً على جيد الزمان فاشهد أيها التاريخ.
وحدهم السوريون يقطعون أذرع الشيطان، ويصفعون بأوراقهم الانتخابية وجوه المشككين بنزاهة التوجه وشرعية الانتخابات، وهم وحدهم من أسقط الرهانات يوم حوّلوا مناسبة الانتخابات عرساً وطنياً، يحتفلون فيه، لا لتكريس حالة انتخابية فحسب، بل ليعززوا من خلال هذا المشهد صورة تلاحمهم، وتعاضدهم ووحدتهم شعبا وقيادة، يعرفون تحديد خياراتهم لمن يقود سفينة البلاد إلى ضفة الأمان والسلام، وما المشهد الذي تعيشه البلاد اليوم إلا ترجمة واضحة وصريحة، تقدم لمن ينقصه الدليل بأن سورية وشعبها باقية على العهد، كما عرفها التاريخ، ولاّدة الإبداع، وصانعة الحضارات، وبنوها في هذا الصباح السوري يعلنون فجراً سورياً جديداً، حيث تشرق شمس جديدة، معها يؤكد السوريون مقولتهم لطغاة الأرض أن لن ترهبنا تهديداتكم، ولا تثنينا دمويتكم، فإن أغلقتم في وجهنا نافذة فتحنا للمجد بوابات واسعة للسيادة والكرامة والحياة.
هي الرسائل إذاً، يبعث بها السوريون لشرفاء العالم، نحن هنا، نريد للشمس أن تمشط جدائل القمح، وللنوارس والدوري أن تغني نشيدها من جديد، نريد للضوء أن يدحر الظلام القادم إلينا من جهات الأرض، نريد للياسمين أن يستيقظ على شرفات بيوتنا.. نريد أن نختار لون ثيابنا ونصوغ أحلامنا كما نشتهي.. فهل عرفتم لماذا قدر سورية أن تنتصر؟