يجري على التوازي تطور آخر لا يقل أهمية عن التقدم العسكري لقوات الجيش العربي السوري والدفاع الوطني لاسيما في حمص التي تم التوصل فيها إلى وقف إطلاق النار الذي ما زال صامداً حتى الآن بانتظار التسوية التي يعمل عليها والتي تجعل من حمص مدينة آمنة وخالية من المسلحين، وهو ما تم بجهود لجنة المصالحة في محافظة حمص ومحافظ حمص البادية للعيان في هذا المجال، ما يشكل نموذجاً يمكن أن يُعمل على غراره في حلب وسواها وهو ما يمهد إلى المصالحة الكبرى وإلقاء السلاح وتسوية أوضاع المسلحين السوريين الذين باتوا أقرب إلى التصالح مع الوطن من الضفة التضليلية بعد أن تبين أن ما يحصل في سورية هو مؤامرة كبرى لتدمير سورية ومقدراتها وقتل أبنائها وجعلها غير مستقرة، وهو ما تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بمساعدة أجراء الخليج الذين ينفذون دورهم الوظيفي في استثمار أموال نفطهم وغازهم في تخريب الدول العربية واحدة تلو الأخرى، حيث جاء دور عروش تلك الكيانات الوظيفية في مرحلة «الفوضى الخلاقة» التي تحدثت عنها الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات طويلة والآن تنفذها بأيدي مرتزقة من شتات الأرض تتخلص منهم وتدمر المقدرات السورية في الوقت ذاته وتحقق في ذلك مصلحة مزدوجة وأكثر.
وما بات معروفاً ومعلوماً لدى الجميع أن ما حققته سورية ميدانياً وسياسياً هو ما شجع مسلحي حمص القديمة على إلقاء السلاح جانباً والتصالح أو الخروج منها إلى مناطق أخرى خارج المدينة.
التنظيمات الإرهابية الوهابية والتابعة لتنظيم القاعدة وأذرعها هي السبب الأكثر إعاقة للمصالحة الكبرى في سورية والغرباء هم الأكثر خطورة لأن أجندتهم تختلف عما قيل لمن حمل السلاح من السوريين واتضح أنه تغرير بهم وإلقائهم في معركة ليست معركتهم.
فمعركة سورية مع التكفيريين الوهابيين القادمين من خارج الحدود برعاية أمريكية ودعم سعودي قطري ومباركة وتقديم عون من سلجوقية عثمانية تريد تدمير مقدرات سورية لتحقيق غايات شخصية وحزبية لا علاقة لها بمجتمعها أصلاً.
وستبقى سورية تعمل على التوازي لتحقيق النصر على الجماعات الإرهابية وتحقيق المصالحة الكبرى بعد نجاح تجارب كثيرة في ريف دمشق وسواها وما يحصل الآن في حمص هو النموذج الأكثر قدرة على توسيعه ليشمل كل المناطق التي ترغب في إنهاء هذه الدوامة التي لا تحقق لسورية ما تريد.
ما يمهد لإنجاح الخطوات السورية في كل الاتجاهات ويمهد الطريق عملياً أمام إنجاز الاستحقاق الرئاسي بكفاءة سورية.