تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التوازي في الخطوات

السبت 10-5-2014
أحمد عرابي بعاج

في الوقت الذي تتوالى فيه عمليات الجيش العربي السوري على أكثر من محور في حلب وريف دمشق ودرعا وتحقيق تقدم ملموس يمهد لطرد المسلحين وتطهير الأراضي السورية منهم وإعلان بعض المناطق آمنةً بين ساعة وأخرى،

يجري على التوازي تطور آخر لا يقل أهمية عن التقدم العسكري لقوات الجيش العربي السوري والدفاع الوطني لاسيما في حمص التي تم التوصل فيها إلى وقف إطلاق النار الذي ما زال صامداً حتى الآن بانتظار التسوية التي يعمل عليها والتي تجعل من حمص مدينة آمنة وخالية من المسلحين، وهو ما تم بجهود لجنة المصالحة في محافظة حمص ومحافظ حمص البادية للعيان في هذا المجال، ما يشكل نموذجاً يمكن أن يُعمل على غراره في حلب وسواها وهو ما يمهد إلى المصالحة الكبرى وإلقاء السلاح وتسوية أوضاع المسلحين السوريين الذين باتوا أقرب إلى التصالح مع الوطن من الضفة التضليلية بعد أن تبين أن ما يحصل في سورية هو مؤامرة كبرى لتدمير سورية ومقدراتها وقتل أبنائها وجعلها غير مستقرة، وهو ما تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بمساعدة أجراء الخليج الذين ينفذون دورهم الوظيفي في استثمار أموال نفطهم وغازهم في تخريب الدول العربية واحدة تلو الأخرى، حيث جاء دور عروش تلك الكيانات الوظيفية في مرحلة «الفوضى الخلاقة» التي تحدثت عنها الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنوات طويلة والآن تنفذها بأيدي مرتزقة من شتات الأرض تتخلص منهم وتدمر المقدرات السورية في الوقت ذاته وتحقق في ذلك مصلحة مزدوجة وأكثر.‏

وما بات معروفاً ومعلوماً لدى الجميع أن ما حققته سورية ميدانياً وسياسياً هو ما شجع مسلحي حمص القديمة على إلقاء السلاح جانباً والتصالح أو الخروج منها إلى مناطق أخرى خارج المدينة.‏

التنظيمات الإرهابية الوهابية والتابعة لتنظيم القاعدة وأذرعها هي السبب الأكثر إعاقة للمصالحة الكبرى في سورية والغرباء هم الأكثر خطورة لأن أجندتهم تختلف عما قيل لمن حمل السلاح من السوريين واتضح أنه تغرير بهم وإلقائهم في معركة ليست معركتهم.‏

فمعركة سورية مع التكفيريين الوهابيين القادمين من خارج الحدود برعاية أمريكية ودعم سعودي قطري ومباركة وتقديم عون من سلجوقية عثمانية تريد تدمير مقدرات سورية لتحقيق غايات شخصية وحزبية لا علاقة لها بمجتمعها أصلاً.‏

وستبقى سورية تعمل على التوازي لتحقيق النصر على الجماعات الإرهابية وتحقيق المصالحة الكبرى بعد نجاح تجارب كثيرة في ريف دمشق وسواها وما يحصل الآن في حمص هو النموذج الأكثر قدرة على توسيعه ليشمل كل المناطق التي ترغب في إنهاء هذه الدوامة التي لا تحقق لسورية ما تريد.‏

ما يمهد لإنجاح الخطوات السورية في كل الاتجاهات ويمهد الطريق عملياً أمام إنجاز الاستحقاق الرئاسي بكفاءة سورية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أحمد عرابي بعاج
أحمد عرابي بعاج

القراءات: 2301
القراءات: 1739
القراءات: 1815
القراءات: 1856
القراءات: 2126
القراءات: 1986
القراءات: 1994
القراءات: 1937
القراءات: 2036
القراءات: 1998
القراءات: 2257
القراءات: 2099
القراءات: 2128
القراءات: 2129
القراءات: 2234
القراءات: 2282
القراءات: 2264
القراءات: 2410
القراءات: 2499
القراءات: 2346
القراءات: 1618
القراءات: 2394
القراءات: 2451
القراءات: 2440
القراءات: 2538

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية