بدعم الارهاب وتغذيته وتبنيه في مجمل سياساتهم الحكومية الرسمية، فمن بدع الأردن وتركيا ولبنان التي كانت تعلن بين الفينة والأخرى عن القاء القبض على عناصر ارهابية مسلحة ومنعها من التسلل الى سورية أو الدخول اليها، الى بدع أوروبا القديم منها والجديد بهذا الصدد، الى نفاق وكذب الادارة الأميركية؛ والذي كان آخره الاعلان عن رفض كيري «الممثل» تزويد مرتزقة واشنطن بالسلاح الأميركي!!.
المايسترو الأميركي الذي يقود جوقة العدوان والتطرف في منطقتنا والعالم، والذي بات يضع نفسه في سلة واحدة مع تنظيم القاعدة ومشتقاتها؛ ومع الفاشيين والنازيين والصهاينة يغرق اليوم في سلسلة أزمات قد يكون أخطرها أزمة ادارة السياسة الخارجية، حيث بات من الواضح أنه يدفع الأمور الى مزيد من التدهور والتصعيد على أكثر من جبهة وفي غير اتجاه كنتيجة لفشل مشاريعه الامبريالية التي يسعى من خلالها الى فرض الهيمنة الأميركية على العالم.
المايسترو الأميركي الأحمق والفاشل ذاته الذي لا يعترف بفشله؛ والذي يدفع بمشاريعه الاستعمارية البديلة؛ ما زال يعتقد أن ما يصح مع مخرجي هوليود ينبغي أن يصح مع مخرجي البيت الأبيض وقادته، وهو اذ يسعى في كثير من الأحيان الى الكذب والفبركة سعياً لاحداث تغييرات في مسارات السياسة والميدان؛ فهو يثبت للآخر مضيه بخيار استخدام فوائض القوة والعنجهية التي يتوهم أنه ما زال يمتلكها وأنها ما زالت فعّالة ومجدية.
إن أعواد الثقاب التي تلقي بها واشنطن لاشعال جبهات اضافية في اطار المواجهة المفتوحة مع قوىً اقليمية ودولية عاقلة وواقعية ستحرق الأخضر واليابس في العالم؛ ولن تستثنيها ما لم تمتلك جرأة وشجاعة الاعتراف بفشل مخططاتها العدوانية وهزيمة مشاريعها الامبريالية، وان محاولة اللجوء الى المشاهد التمثيلية الهوليودية السيئة وثقتها بجدواها ستزيد الوضع سوءاً وستفاقم سلسلة أزماتها التي تعاني منها، خاصة مع تطور الصراع الدولي واتساع رقعة المواجهة فيه؛ ومع زيادة فرص الانزلاق لخوض حروب غير عادلة؛ ولا مبرر لها؛ ولا أحد يعرف مستقراً لشرارتها؛ ولا مدىً لانتشارها.
تسليح الولايات المتحدة للمرتزقة الارهابيين في سورية هو أمر واقع لا يحتاج الى مزيد من الأدلة؛ ولا يمكن لمشهد تمثيلي يؤديه كيري أن يلغيه، وتبني واشنطن لكل مكونات الارهاب في سورية والعالم هو أمر واضح فاضح؛ لا يمكن لبيان صادر عن خارجيتها أن ينفيه أو أن يشكك بحقيقته، فهذه القاعدة وجبهة النصرة والجبهة الاسلامية؛ وتلك هي ممارساتها الارهابية؛ وذاك هو الجربا في واشنطن وهي التي تعرف صلته بهذه التنظيمات .. فما نفع تصريح كيري؟ وما معناه اذا كان يحمل معنىً؟.
مغامرة الولايات المتحدة في أوكرانيا؛ وعبثها في بحر الصين الجنوبي، هو افتتاح متعمد لساحات مواجهة جديدة لن تنجح في اخفاء هزيمة مشروعها وأدواتها الوهابية والاخوانية والصهيونية في سورية، ولن تكون مجدية بالضغط على حلفاء سورية وايران والمقاومة لحملهم على التراجع عن مواقفهم المبدئية المستندة الى الحق والقانون، والمدعّمة بوقائع وأدلة بات يعرفها القاصي والداني؛ خصوصاً بعد تكشّف سلسلة من الفضائح ومنها بالتأكيد فضيحة الكيماوي الذي قطع آلاف الأميال من أميركا الى يد الارهابيين عبر تركيا وعواصم أوروبية لا يمكن تبرئتها من كل ما يجري في منطقتنا والعالم.