تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خَطٌ على الورق... الأرض..

ثقافة
الثلاثاء 23-7-2013
أسعد عبود

الأرض وليس الدولار هي التي تحدد قيمة العملة السورية. أعني بها كل معنى لها... المعنى المعنوي حيث الأرض هي الكرامة والأم «كما يقول الشعب الهندي» والأرض الوطن والأرض رمز الصلابة والأصالة....

وأرض إميل زولا ويوسف شاهين وغيرهما من كتاب وفنانين عظماء بنوا على معنى الأرض في وجود الانسان و تحولاته... و أعني بها أيضاً أم الموارد الاقتصادية، و الصورة المعاكسة للاقتصاد الافتراضي الذي يقيم سعر الدولار ويقيم به. ولا أرى في دول العالم قاطبة دولاً حلّقت في عالم الصناعة والتجارة و «الدولار» على أرض مهملة و إنتاج منها متخلف.‏

سأعترف لمنهج العمل السوري في نصف القرن الماضي «1963-2013» باهتمامه الفعلي بالأرض كمصدر للثروة وكرامة وحياة الانسان. تعزز الموقف الحكومي السوري من الأرض وأعني به الموقف الذي قادته سلطة البعث العربي الاشتراكي بمشاريع للعمل ضخمة وظفت في الأرض وأموال جيدة دفعت للفلاحين أثماناً لبعض محاصيلهم دون اعتبارات لكذبة الدولار المعممة.‏

ولاأنكر ولايمكنني أن أنكر أن ذاك التوجه أشابته شوائب ربما غير قاتلة.. لكنها بالتأكيد قاهرة. ومع ذلك و على أساسه قامت نهضة سورية حقيقية خلال نصف القرن هذا، كانت دائماً تتحداها الشوائب التي ألمحت له وفي مقدمتها ثلاث:‏

أولاً: الفساد الذي رافق مشاريع الدولة تلك في دعم العمل على الأرض مما زاد في كلفة الانتاج ورفع الأسعار وساهم في بقاء التخلف الاقتصادي مرافقاً للنمو في سورية.‏

ثانياً: ذلك كله دفع بالأبصار إلى عسل الاقتصاد الافتراضي و أوهام «الدولار» مما سهل خلق فئة اقتصاديين يهاجمون وبجرأة ما تقدمه الدولة لدعم الأرض.‏

ثالثاً: ثم جاء زمن مع تقدم العولمة الدولارية انتقل فيها العديد من هؤلاء إلى أخطر مواقع القرار الاقتصادي «عبد الله الدردري رئيساً للجنة الاقتصادية... أديب ميالة حاكماً لمصرف سورية المركزي... وغيرهما كثر» ولا أريد هنا وبالمطلق أن أهاجم أياً منهما أو غيرهما، ولا أنا أنتقد منهجه في التفكير والعمل إن كان متوفر لديه !! بل أقول: أنهم كانوا يختارون بمعزل عن فهم امكاناتهم وتوجهاتهم ومانحتاجه نحن في هذا البلد ؟! و هذا ما يطرح السؤال الأهم والشائبة الحقيقية للعمل في سورية: كيف يتخذ القرار ؟ وكيف يتم اختيار الأشخاص في مواقع القيادة الفعلية للحياة السورية.‏

عندنا في سورية جرت المفاهيم في اختيار الإدارات وعملها أن الوزير يدير وزارته وليس العمل المرتبط بها وكذا المدير والحاكم وغيرهم... وهكذا تمضي الأمور بسلام ظاهر يخفي عجز باطن مخجل إلى أن نواجه أزمة أية أزمة، فيذوب الثلج..... ووحدها الأرض تستطيع أن تقرر سعر الليرة وليس الدولار !!‏

as.abboud@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 646
القراءات: 948
القراءات: 931
القراءات: 906
القراءات: 955
القراءات: 992
القراءات: 999
القراءات: 980
القراءات: 1074
القراءات: 1089
القراءات: 1023
القراءات: 1066
القراءات: 1039
القراءات: 1078
القراءات: 1335
القراءات: 1218
القراءات: 1122
القراءات: 1142
القراءات: 1201
القراءات: 1201
القراءات: 1209
القراءات: 1229
القراءات: 1223
القراءات: 1277
القراءات: 1279

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية