ولم تفرج حكومته عن الأسرى الأحد عشر ألفاً من سجونها ولم تتوقف عن بناء جدار الفصل العنصري ولا عن سرقة الأراضي العربية في القدس المحتلة ولا عن سياسات التهويد وبناء الكنس وممارسة القتل والارهاب والتهجير ونسف القرى الآمنة ، ومع كل ذلك يخرج وزير الخارجية الأميركي جون كيري ليعلن التوصل إلى اتفاق لاستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وهذه الأخيرة .
والسؤال الذي يلقي بظلاله على إعلان كيري هو ما المحور الذي ستدور حوله المفاوضات وما القضايا التي سيتفاوض عليها الجانبان وما الضمانات التي قدمتها واشنطن للفلسطينيين كي يقبلوا العودة إلى طاولة التفاوض ؟!
مع كل أسف لا شيء يلوح في الأفق لا من ناحية الضمانات ولا حتى التعهدات من الجانب الاسرائيلي بامكانية إعادة أي من الحقوق لأصحابها بل على العكس من ذلك فإن التوسع الاستيطاني قائم على قدم وساق وهو أساساً وراء تعثر المفاوضات ولاحقاً تجميدها نهائياً لعدة سنوات .
والسؤال الأهم الآن هو : هل استئناف المفاوضات كما يشتهيها العم سام والعم كيري تأتي لتحقيق مؤامرة تبادل الأراضي التي شرعنها العرب من قبل ؟! وهل سنشهد دورة شاملة من التهويد واغتصاب الأراضي تحت هذا المسمى وبفضل المفاوضات العائدة للتو ؟!
كل شيء وارد في هذا الزمن العربي الرديء وخصوصاً أن كيري ألمح إلى ألغاز المرحلة وتفاصيلها السرية حين قال حرفياً إن هناك تفاصيل معينة ما زالت بحاجة إلى إيجاد حل لها ، فكم سيمضي من الوقت لنعرف تلك التفاصيل التي عهدناها من أوسلو إلى يومنا ؟!
ahmadh@ureach.com