| عضوية مجلس الأمن لمن يتمرد عليه قضايا الثورة تثير الاستغراب والاستهجان معاً, وتتلخص بدعم الولايات المتحدة بقوة لرغبة إسرائيل بالحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي. وليس هذا فحسب بل ذهاب واشنطن إلى تهديد الأمم المتحدة ـ طبقاً لما نشرته الصحافة الإسرائيلية ـ بقطع التمويل المالي عنها في حال استمرارها باتخاذ ما وصفته مواقف معادية لإسرائيل. المفارقة إياها ذات وجوه عديدة فإسرائيل التي حطمت الرقم القياسي العالمي في انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي وترفض تنفيذها وتضرب بها عرض الحائط, وإسرائيل التي تواصل احتلال الأراضي العربية وتنتهك حقوق الإنسان وتمارس إرهاب الدولة المنظم بحق الشعب العربي الفلسطيني بكل صوره وأشكاله, وتجاهر باستهتارها بكل المواثيق والأعراف الدولية, وتدير ظهرها لأكثر من 600 قرار دولي صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة, إسرائيل هذه تسعى لأن تكون عضواً دائماً في هذا المجلس وركناً أساسياً في المنظمة الدولية. أما الوجه الثاني لهذه المفارقة فيتمثل بموقف الولايات المتحدة من الطلب الإسرائيلي, فطبقاً لمبادىء الأمم المتحدة فإن احتلال أراضي الآخرين يعتبر غير قانوني لا بل هو جريمة دولية تندرج تحت جرائم الحرب, ومع ذلك فإن واشنطن شجعت إسرائيل على الاستمرار باحتلالها للأراضي العربية وتذهب اليوم إلى حد دعمها لتكون صاحبة قرار وفعل وتأثير في أروقة المنظمة الدولية. وفي الاتجاه الثالث تكمن المفارقة الأخرى بتجاهل واشنطن لطلب انضمام دول كبرى وتمثل أقاليم عالمية مترامية الأطراف للدخول إلى عضوية مجلس الأمن مثل نيجيريا عن الكتلة الافريقية ومصر عن المجموعة العربية ومثل طلبات ألمانيا واليابان والهند وجنوب افريقيا وتصر على محاباة الكيان الإسرائيلي الذي لا يمثل إلا القتل والعنصرية والإرهاب. وهذا الدعم الأميركي للطلب الإسرائيلي ليس مجرد تصريح لمسؤول أميركي بل هو برنامج عمل أكدته الصحافة الأميركية ذاتها حين أشارت إلى أن لجنة خارجية في الكونغرس أقرت سلسلة إصلاحات تطالب المنظمة الدولية القيام بها ومن بينها قبول إسرائيل بهذا الموقع, وأن هذه الإصلاحات جاءت في تقرير للكونغرس على شكل (قانون) يمثل فيه الشأن الإسرائيلي فصلاً كاملاً يطالب فيه السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة أن يستغل تأثيره لتوسيع مقاعد مجلس الأمن لتشمل إسرائيل مع كامل الحقوق والواجبات, ويوصي القانون وزارة الخارجية الأميركية بإبلاغ الكونغرس خلال السنتين القادمتين عن الخطوات التي تم اتخاذها في هذا الإطار, فهل ثمة مفارقات أكثر من هذه ahmadh@ureach.com ">المفارقة?!. ahmadh@ureach.com
|
|