على انها البنية التحتية الاساسية لأي تغيير اوة تحديث , وكما لو ان العجز او النجاح في التغيير مرهون فحسب ... بإطفاء الضوء الاحمر وإضاءة الاخضر , وكما لو ان المسألة هي فقط قانون او تشريع او قرار , فإذا صدر استقامتالامور على الفور وبصورة تلقائية ميكانيكية , وإن لم يصدر ظلت الامور مستعصية ومعطلة بانتظار تفاحة نيوتن , التي لابد ان تسقط يوما ما , فتلهب الحلول والابداعات في ذهن صاحب القرار وواضع القانون !!
على هذا فإن تغيير النظام الاقتصادي برمته , والانتقال الى اقتصاد السوق ذي الطابع الاجتماعي ليس مجرد قرار , ولاهو تشريع بتعليمات تفسره وتنفذه , بل هو منظومة كاملة من القوانين والتشريعات وآليات وطرائق العمل .. تسبقها جميعها طرائق تفكير تولدها او تؤدي اليها وتضبط عملها , وتتوازى مع هذه وتلك منظومات اخرى من طرائق التفكير وطرائق العمل على حد سواء , منها الاجتماعي والثقافي والاخلاقي وغيره , لاتبدو في ظاهرها ذات صلة مباشرة بعملية الانتقال الى نظام السوق , وبالتالي , لاتبدو اساسية لنجاح هذا الانتقال , غير انه لابد منها ولامحيد عن التوازي معها , بوصفها البيئة الصحية المرافقة للانتقال , والتربة الخصبة التي تستنبت فيها جذور الانتقال اياه وجذوعه .
ثمة وعي اجتماعي لابد ان يرافق اي قفزة في الوعي الاقتصادي فيوازيه , وثمة متلازمات اخلاقية وثقافية لابد ان تلازم هذه القفزة وتتجه بها الى سياق طبيعي يجعل منها ) القفزة ) حاجة ماسة وليس ميدالية للزينة . مثل هذه الموازيات والمتلازمات هي التي تجعل من سوق الاوراق المالية مثلا سوقا اقتصادية موعودة حقا , وليس كرنفالا او ) فيترين ) للعرض والاضواء واللمعان , وهي التي تتحول بواحدة من اهم مكونات هذه السوق , اي الشركات المساهمة مثلا , من دكاكين وشلل عائلية وعشائرية وغير ذلك , الى مستثمرين واسهم وسندات , وإلا فلن تغادر هذه السوق موقع ( المضافة ) حتى ولو استخدمت فيها كل تقنيات العصر واحدثها !
لاتستعجلوا احضار الحب والبذور قبل ان تهيؤوا التربة فلاحة وتهوية وسقاية ?