إلا أن العقل والنفس والروح شطت ومطت في أحلامهما ووصلا درجة عالية ومرتفعة الحرارة بلغت حد الأضغاث , حيث تداخلت الأحلام واختلطت ولم نعد نعرف تفسيراً لتلك الأحلام إن كانت أحلاماً أم أوهاماً? فتصوروا أيها السادة أنني ومع اقتراب العام الجديد,ونهاية الحالي,حلمت ورأيت و النائم لا يرى إلا خيراً لأن ما يراه تعبير صادق عما يجول في أعماقه لا شعوره المكبوت والمراد الوصول إليه حتى ولو في الأحلام ,حيث بدأت مشاهداتي من ساحة الحجاز خالية من تلك العربة التي وضعوها أمام البناء الأثري الرائع فحجبوا الرؤية ومشاهدة هذا المعلم العريق ,الذي يدل على قدم شارع النصر بدءاً من تلك الساحة وصولاً إلى قلعة دمشق ومدخل سوق الحميدية,وسارت بي قدماي شمالاً باتجاه بناء محافظة دمشق الذي حرّك فيّ كل كامن وساكن,من خلال الحراك الصاخب هذه الأيام لاستبدال أرصفة دمشق بشكل شبه كامل تحضيراً وتمهيداً للاحتفال عام 2008 بدمشق عاصمة للثقافة,فماذا يدرينا أن محافظ دمشق باقٍ في منصبه وأن الآتي بعده سيعجبه لون البلاط الذي غطى الأرصفة وفق ذوق المحافظ الحالي,وأنه لن يغيره بما ينسجم وهواه...وتعود حليمة إلى عادتها القديمة أرصفة ومصروف ومصاريف...ونظرت غرباً فإذا بي أشاهد وزارة الصناعة إحدى جهات التسعير الكثيرة والمتعددة في بلدنا,والتي لم تستطع حتى الآن وضع التعرفة الحقيقية لمنتجات قطاعاتنا الصناعية المتعددة المتمثلة بالعام والخاص والمشترك..
والتفت يمنة فإذا بي أمام فندق الشام الذي يلبس هذه الأيام حلته المزركشة ويتزين كالعروس يوم زفافه أو زفافها والذي لم نقدر على دخوله ولن نقدر إلا خلال مؤتمرات اتحاد الصحفيين و لم تسعفني السعادة لمتابعة الحلم حيث أفقت على صوت صغيري وهو يطلب مني أثمان ثياب العيد التي أصر على شرائها ليفرح مع أقرانه في أعياد جاءت هذه السنة مجتمعة متحدة,أعادها الله على وطننا بالخير والبركة و العزة.