ولكن ماذا بعد البوكمال والمنطقة الشرقية ؟ وكيف سيتجه الجيش العربي السوري الباسل وماذا سيعمل بعد القضاء على داعش بموازاة القضاء عليه أيضاً في الأراضي العراقية؟
ليس هناك من أدنى شك بأن مناطق الرقة وشرق حلب وغيرها من الأراضي السورية ستشكل الوجهة القادمة للعمليات العسكرية المقدسة ، ولن يكون للوجود الأميركي غير المشروع أي تأثير في تحركات قواتنا الوطنية ، فالقوات الأميركية الغازية تخالف القانون الدولي، ومبررات وجودها الكاذبة قد سقطت بالكامل بعد القضاء على الإرهاب من جانب الجيش العربي السوري الباسل والقوى الرديفة والصديقة التي تعمل على الأراضي السورية بطلب رسمي من الحكومة الوطنية وفق القوانين والمعاهدات الدولية، فيما الوجود الأميركي مخالف لجميع القوانين والمواثيق ويمثل انتهاكاً صارخاً للسيادة الوطنية، ولذلك لن يكتب له النجاح ولن يكون بمقدوره تقديم أي مبررات وذرائع أمام المحافل الدولية تحت مسميات محاربة الإرهاب وأكاذيبه، فضلاً عن أن المقاومة الوطنية والشعبية تبقى الاحتياط الاستراتيجي الكامن لدى جميع أبناء الشعب السوري، وهي تبقى حقاً مشروعاً في جميع الظروف وفي الأوقات كلها وفي جميع الأماكن، وبالتالي فإن آخر الأساليب المحتملة في مواجهة الأميركيين وغيرهم هي بيد الشعب السوري وله الحق في اتباع كل الطرائق والإمكانيات للتخلص من أي وجود غير شرعي على الأرض السورية كلها .
وبعيداً عن أشكال المواجهات والحروب فإن الحق الوطني والقوانين الوطنية وتحتها القانون الدولي تمكّن السوريين من استخدام كل الأساليب المتاحة للحفاظ على سيادة ووحدة وطنهم، وبذلك تتضح الصورة القادمة التي تمثل استمراراً للاستراتيجية الوطنية في مواجهة الإرهاب ومتابعة فلوله للقضاء عليه كلياً واستئصال جذوره وامتداداته ليس في سورية وحدها ، ولكن على امتداد العالم باعتبار مخاطر الإرهاب تتهدد العالم برمته ، بمن فيه تلك الدول التي دعمته ورعته ومولته، بدءاً من الولايات المتحدة الأميركية ذاتها وصولاً إلى مشيخات الخليج العربي، مروراً بدول أوروبا كلها ممن خدعت مواطنيها ودافعي ضرائبها في دعم الإرهاب بذريعة محاربته، وهكذا ستستمر العمليات القتالية المقدسة للجيش العربي السوري الباسل في جميع المناطق التي توجد فيها مجموعات مسلحة تحت أي مسميات كانت، فهي كلها لا تمتلك شرعية الوجود في ظل أي مبررات مخادعة وتسميات تخالف المبادىء والقيم الحضارية ، وإن أي لعب على المصطلحات لن يبدل من الواقع شيئاً ، وإن الارتماء في أحضان المعتدين والاستعماريين لن يغير من الحقائق الميدانية ، ففي نهاية الأمر تبقى وقائع الميدان هي الفيصل الأساس في فرض الصيغة الوطنية ، وهي صيغة لا يستطيع وضعها إلا السوريون أنفسهم دون أي تدخل خارجي من أي طرف كان ، وهم سيبنون تلك الصيغة بتلاحم وطني كامل يعكس حالة سورية التاريخية القائمة على طبيعة متكاملة تحقق التآلف والمودة والأخوة في ظل قانون يضمن المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات.