تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سياسة التجني والاستهداف

قضايا الثورة
الأحد 25/9/2005
محمد علي بوظة

مجاراةً مع الحرب السياسية والإعلامية التي يشنها المحافظون الجدد واليمين المتصهين في الولايات المتحدة بلا هوادة ضد سورية,

وبتساوقٍ معها إن لم نقل بدفعٍ وتحريضٍ ممن يتولون إدارتها, أطل بالأمس وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري برأسه هو الآخر ومن نيويورك, لينفخ مجدداً وفي نفس القربة الأمريكية المثقوبة ويردد بلغة الببغاوات, التهم الظالمة إياها لسورية(بدعم المسلحين) في العراق خشية ما سماه قيام ديمقراطية في هذا البلد?!.‏‏

ومثل هذا الإصرار من جانب زيباري وبعض المسؤولين الآخرين في حكومته, على مجافاة الحقيقة والافتئات عليها والأخذ بالمنطق الأمريكي, خلافاً للوقائع والمعطيات الحاصلة على الأرض, وبتوازعٍ للأدوار مع الرئاسة الأمريكية وطواقمها السياسية والعسكرية والإعلامية,في إطلاق الاتهامات وإلقاء التبعات والمسؤولية عن الأوضاع الخطيرة والمأزق الكبير, للسياسة الأمريكية الغارقة في المستنقع العراقي بعد فلسطين وأفغانستان,ومحاولة تحميلها للآخرين ولهذا البلد على وجه الخصوص, لا يمكن قراءته بغير امتهان غير موفق ومفضوح لسياسة النفاق والتضليل والارتهان,ومزاولة الهروب إلى الأمام تحويلاً للأنظار عن الانتكاسات المتلاحقة لمشروعات احتواء العراق وإلحاقه,والعجز عن فرض كذبة(الأمن والديمقراطية) فوق أرضه.‏‏

ومما لا شك فيه أن هؤلاء الشخوص قد قدموا بأدائهم وسياساتهم وما زالوا يقدمون الخدمات المجانية الكبرى للاحتلال, والمسوغ اللا أخلاقي واللا قانوني له للمضي في جريمة نحر العراق وإحراقه, وإغراقه بالدم وتحويله إلى جرحٍ نازفٍ آخر في الجسد العربي,ويجهدون اليوم لأن يكونوا الرديف لأمريكا والاحتياطي المعول عليه في المساندة وتوفير التغطية, ولعب دور (الشيطان) والضرب بسيف صقورها وفتح النار في الاتجاه,الذي أثبت وبشهادة أعلى مواقع المسؤولية في البلد العراقي (جلال الطالباني و ابراهيم الجعفري): أنه نعم الأخ والشقيق,وصاحب الأفضال الكبيرة الذي احتضن الشعب العراقي في أحلك الظروف, ولم يبخل بشيءٍ من أجله وفي سبيل تحقيق أمنه واستقراره والحفاظ على وحدة أرضه وشعبه.‏‏

أمريكا تريد تدفيع سورية ثمن فشلها الذريع وورطتها في العراق, تلك التي لم تستطع حتى الآن بكل ما استجرته من عروض القوة وامتلكته من تقنياتٍ حربية متطورة, وارتكبته وترتكبه من مجازر أن تحسم المعركة كلية لمصلحة الاحتكارات والمشروع الصهيوني, وهي تبحث عن منافذ للتعويض والثأر للهزائم والتصدير للمشكلات والأزمات, علها تشاغل وتلهي الرأي العام عن متاعب ومصاعب الداخل الضاغطة, مسخرة ما لديها من إمكانات وأبواق ورموز جعلت همها وشغلها الشاغل,النيل من سورية والإساءة لسمعتها بتوظيف لوسائل الضغوط المختلفة ولأساليب التهديد, قصد حرفها عن سياستها ومواقفها الرافضة بالأساس للحرب الظالمة على العراق, ولسياسة واشنطن العامة تجاه الصراع العربي- الإسرائيلي والقضية الفلسطينية.‏‏

وإذا كانت أدبياتنا تمنعنا من الانجرار والدخول في مهاترات مع رموز الحقبة الأمريكية المتسللين إلى مواقع في الساحة العراقية وغيرها, فإن ذلك لا يمنع من نصح هؤلاء:ألا يغرقوا في الشطط ويذهبوا بعيداً في الرهان على الأجنبي والاستقواء به, سواء على سورية أم الوطن العراقي المدمى المسلوب الإرادة والمحكوم ب (ديمقراطية الموت والحديد والنار) الأمريكية, وأن يدركوا قبل فوات الأوان و(خراب البصرة) أن لعب دور (حصان طروادة), والتنصل المشترك لهم وللاحتلال من المسؤولية والورطة,بإزكاء الفتن والحرائق وتعميم الفوضى وحمامات الدم وإلقاء التبعات هنا وهناك لن يفيد, وأن سياسة التجني والاستهداف عبثٌ ومناورة فاشلة أسقطتها وتسقطها الإجراءات السورية الميدانية على طول الحدود, وأرقام مئات المسلحين الذين اعتقلتهم دمشق وسلمتهم لبلدانهم لمحاكمتهم, ويدحضها التعاون الذي لا تزال تبديه دونما تجاوب وبنكران وعدم التزام أو تحمل للمسؤولية, من الطرف أو الأطراف الأخرى الغازية المعنية المباشرة بالجانب الآخر والمقابل للحدود,وبتأمين الأمن والاستقرار للعراق الشقيق وأبنائه والذي لن يتحقق, بغير جلاء المحتل الأمريكي نهائيا عن أرضه وتركه يقرر بحرية مصيره بنفسه.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 1049
القراءات: 963
القراءات: 1035
القراءات: 1047
القراءات: 996
القراءات: 1015
القراءات: 1055
القراءات: 1024
القراءات: 1091
القراءات: 1144
القراءات: 1123
القراءات: 1030
القراءات: 1115
القراءات: 1143
القراءات: 1118
القراءات: 1141
القراءات: 1142
القراءات: 1203
القراءات: 1224
القراءات: 1184
القراءات: 1157
القراءات: 1148
القراءات: 1164
القراءات: 1252
القراءات: 1212

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية