تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معلومات واسوار حدائق ومزارع

حديث الناس
الأحد 25/9/2005
خالد الأشهب

لفتني مرة في عاصمة اوروبية ان الحدائق عندهم بلا اسوار, وعندما تساءلت عن السبب رمقني ذلك الاوروبي بنظرة لن تنزاح من مخيلتي ماحييت,

كانت مزيجاً عجيباً اجتمعت فيه الدهشة والسخرية والعطف والشك والحياء معاً, ومافهمت وما لم افهم من لغة العيون, فضلاً عن القرف كما اظن, وقال لي.. تريدنا ان نسور الحدائق?!‏

الارجح ان ذلك الاوروبي لايعلم كيف نسور الاملاك العامة عندنا ومن بينها الحدائق, بعضها نسوره بالاسلاك الشائكة وشظايا الزجاج, وبعضها الآخر بالحديد المبروم والمفتول, وبعضها الثالث بجيش من موظفي الاستعلام والهواتف وبطاقات الزيارة, لكن بعضها الرابع, وهي الأحكم إغلاقاً, نسوره بالبلاغات والتعاميم والتوجيهات والانتقامات, المكتوبة والشفهية..‏

كيف?‏

وزير او مدير يسور وزارته او مؤسسته بتعميم رسمي مطبوع ومختوم, يحظر فيه على جميع مرؤوسيه الادلاء بأي معلومة الى أي صحفي ورقي او متلفز, دون مراجعة المكتب الصحفي في الوزارة او المديرية!‏

وزير او مدير يسور امبراطوريته بحظر مماثل يربطه به شخصياً, وبالتالي فإن أي معلومة يطلبها صحفي تعني استدعاءً وعرضحلجي وآلة كاتبة وغفوة مطولة على مكتب او اثنين او عشرة, ثم موعد الى مابعد اسبوع على الاقل, ريثما يقوم جيش المخبرين بدوره, وعندما تأتي الموافقة الكريمة يكون الصحفي صاحب الطلب قد يئس ورحل او انتحر!‏

وزير او مدير يسور وزارته او مؤسسته بحظر شفهي مرفق بتحذير صارم, يوزع شفاها وبفاعلية اكبر, ويكفي لتعزيز السور وتمتينه انتقام واحد من مرؤوس ما يتحامق فيتكلم او حتى يؤشر بسبابته ليكون عبرة لمن يعتبر, وبالطبع, الكل يعتبر في هذه الحالة. وقد حدث ذلك غير مرة وفي غير وزارة ومؤسسة ومديرية!‏

ليس الصحفي عرّافاً يقرأ مافي الادراج دون ان يفتحها, ولا هو بالطبع سوبرمان يحلق من فوق, او بات مان يتسلق, او حتى جيري يتسلل من تحت, وبالمقابل ليست الوزارة او المؤسسة او المديرية او المحافظة مزرعة يبذرون فيها ويحصدون ويدرسون متى يشاؤون, ولاهي امبراطورية ورثوها بتاجها وصولجانها وفرماناتها!‏

قد يأتي دعي, وبنظرة شبيهة او مقلدة عن تلك التي للأوروبي ذاك ليردح لنا قائلاً.. تريدنا ان نفتح وزاراتنا ومؤسساتنا ومديرياتنا لمن هب ودب?‏

لاياسيدي, اغلقوها وسوروها كما تشاؤون, ولكن افتحوا عقولكم فقط داخل اسوارها!!‏

تعليقات الزوار

جمال |  microwavesw @mail.sy | 25/09/2005 11:24

ما ورد في المقالة شئ موجود ومتجسد في قطاعنا العام ونحن نبكي على ازالته من عقولهم ...لماذا يفعلون ذلك .. طبعا بسبب اخطاءهم التي لاتعد ولاتحصى/ ومصالحهم الشخصية / وليس لديهم الامكانية على تطوير انفسهم لتتطور تلك المؤسسة او غيرها وهم يراهنون على بقاءهم .. السبب... ليس هناك من يحاسبهم .. من يحاسبهم .. من يحاسبهم فلماذا لايفعلون اكثر من ذلك . راي الشخصي في هؤلاء- الخطيئة يقابلها الاعفاء من مهامهم وبشكل لايجعل مجالا للتاخير واعتقد ان هذا هو الدواء .. وبعدها الجميع سوف يتلمس طريق الصواب والله من وراء القصد .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 1021
القراءات: 883
القراءات: 1112
القراءات: 1305
القراءات: 1364
القراءات: 2101
القراءات: 1433
القراءات: 1468
القراءات: 1531
القراءات: 1468
القراءات: 1484
القراءات: 1592
القراءات: 1744
القراءات: 1695
القراءات: 1596
القراءات: 1494
القراءات: 1674
القراءات: 1520
القراءات: 1539
القراءات: 1697
القراءات: 1587
القراءات: 1586
القراءات: 2434
القراءات: 1628
القراءات: 2486

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية