| فضائيات العشاق رؤية وكما يتفوق التلميذ أحياناً على معلمه بزت الفضائيات معلميها, وتتفنن الفضائيات العربية اليوم في جذب الشباب عبر أساليب يحسدها عليها دهاقنة السينما السابقين. فالسماء العربية مليئة بفضائيات ذات ألوان براقة تفتح قلبها لرسائل العشق والغرام, وأصبحت تقنيات الاتصال الحديثة كالهاتف الجوال والحاسوب وسيلة للتعبير عن مكنونات العشق والهيام, وها هي رسائل الحب تبث من الجوالات والحواسيب الى الفضائيات مباشرة, ووصل الأمر الى إنشاء فضائيات خاصة بالرسائل, وتحول الحب من قيمة إنسانية راقية الى (بروظة تلفزيونية). وإذا كان العاشق العربي قديماً لا يبوح بحبه, وإذا أعلنه يكون حباً عذرياً لا تشوبه الغرائز فإن عشاق اليوم يتباهون بالعشق وعلى عينك يا تاجر, وهكذا يستلب الشباب العربي وتستلب أموالهم من خلال فضائيات هدفها الواضح تدمير ما بقي من القيم. فيما مضى كتب كثير من الباحثين عن أخطار الأفلام الرخيصة وأثرها السلبي في فترة كنا نحتاج فيها الى الوعي والرد على أخطار واجهت الأمة, فهل نتصدى للفضائيات الرخيصة ونحن نمر اليوم بواقع أدهى وأمر.
|
|