تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مشهد رقم واحد

رؤية
الاربعاء 17/1/2007
غازي حسين العلي

تتكرر مشاهد الحياة, لكن المشهد الأول, يظل الأقوى والأكثر تأثيراً ورسوخاً في الذاكرة. ومع تكرارها, واحدة تلو الأخرى,

تكون الصورة قد اكتملت, ووصلت الكلمة الى ما تريده, وهو دونما شك, الرسالة التي أراد الكاتب توصيلها الى الآخرين.‏

فالكاتب الدرامي, ومع ما قد يمتلكه من خبرة ورؤية, يشكو قلمه في كثير من الأحيان, من وطأة المشهد الأول, الى أن يصل النقطة التي يبدأ منها عمله, والتي يعتقد أنها قادرة على جذب المشاهد والاستحواذ على بصره وبصيرته.‏

والروائي يشكو من وطأة الصفحة البيضاء الأولى, فيتسلل إليه العجز أمام المهمة الأكثر صعوبة وتعقيداً. ليجعل من هذه الصفحة فاتحة أحداث روايته التي يأمل أن تجعل القارىء يقع في شباك لغتها وأحداثها.‏

أما الشاعر, فغالباً ما يكون المقطع الأول من قصيدته هو مبتغاه, لأنه مفتاح الأمل الذي يفتح بوابات مشاعره, ومنها تتدفق الكلمات على الورق, سلسلة مطواعة.‏

والفنان التشكيلي, بما يمتلكه من إرادة اللون, ينتصب أمام القماش الأبيض, وكأنما تلك المساحة البيضاء, تحاول إغراقه في بحر التردد والخوف من أول ضربة ريشة قد تكون في غير أوانها ومكانها.‏

المشهد الأول, هو ولادة الشيء ونقيضه, وعليه تتوقف حركة الحياة والنجاح والموت, وكأنما هو أيضاً بداية التكوين الذي يجعل من أعمالنا مكتملة المعاني والشروط والأهداف.‏

ومع هذا, فغالباً ما نبتعد عن مواجهة هذا المشهد لصعوبة فيه أو عجز فينا, فنهجر المحاولة مرة بعد أخرى, الى أن نجد أنفسنا في مواجهة التساؤل التالي: لماذا لم نفعل شيئاً حتى الآن رغم الرغبات والدوافع الكامنة فينا?!!‏

أما الجواب, فيظل معلقاً مثل السؤال, ذلك أن لا شيء مطلقاً يمكن أن يأتي أو يولد من اللاشيء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 غازي حسين العلي
غازي حسين العلي

القراءات: 1729
القراءات: 1168
القراءات: 1181
القراءات: 1085
القراءات: 1245
القراءات: 1376
القراءات: 1178
القراءات: 1216
القراءات: 1185
القراءات: 1252
القراءات: 1287
القراءات: 1510
القراءات: 1251
القراءات: 1320
القراءات: 1653
القراءات: 1346
القراءات: 1353
القراءات: 1410
القراءات: 1246
القراءات: 1532
القراءات: 1285
القراءات: 1425
القراءات: 1331
القراءات: 1392
القراءات: 1301

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية