تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العبرة لمن اعتبر !

البقعة الساخنة
الأربعاء 18-7-2012
خالد الأشهب

هذا الصباح يكون مشروع القرار الغربي الجديد ضد سورية ساقطا , إما بسحبه من التصويت في مجلس الأمن , بافتراض اقتناع هذا الغرب بلا جدوى محاولة تغيير الموقفين الروسي والصيني

من الأزمة في سورية , وإما بالفيتو الروسي أو الصيني أو كليهما كما سبق للمندوب الروسي في المجلس فيتالي تشوركن أن أعلن أمس , ذلك أن المواقف ومثلها الرسائل الروسية الصينية في هذا الأمر , باتت أوضح وأكثر علانية من أن يتكرر الرهان عليها, وبالتالي , يصير المراهنون المساومون على تبديلها أغبى وأكثر عمى من رؤية الأشياء على حقيقتها اليوم عن ذي قبل !‏

ومهما يكن من أمر هذا الصراع الدولي المتصاعد حيال الأزمة في سورية وتخريجاتها المحتملة أياً تكن , فإن السوريين , والسوريون فقط , هم من يدفعون الثمن والضريبة من دماء أبنائهم ومن أمنهم واستقرارهم , وربما أيضا من حرية قرارهم وسيادتهم في أرضهم , جراء غياب مائدة الحوار الداخلي التي يفترض أن تجمعهم أو جراء غيابهم عنها .‏

صحيح أن الحضور الروسي الصيني السياسي في حيثيات الأزمة في سورية , سواء في صعيد المواقف المعلنة أو في كواليس المنظمات والهيئات الدولية , يمنع انفلاتها مثلما يمنع عبث الأيدي الخارجية الأميركية والإسرائيلية والغربية فيها وصب الزيت على نارها .. لكن الأصح أيضا أن ولاء مجموعة من الأطياف السياسية السورية التي تسمي نفسها معارضة .. ولاؤها للغرب ووعوده ودسائسه , ولبعض العرب من الممولين المسلحين لحراكها العنيف , هو ما يخرب صمام الأمان الروسي الصيني من جهة أولى , ويبتعد بطاولة الحوار السوري الداخلي من جهة ثانية ويمنع السوريين من الالتقاء والتحلق حولها .‏

أمام هذا المشهد المتداخل للأزمة واستطالاتها وتداعياتها , فإن ثمة مقياسا جديدا لمعاني الوطنية السورية والانتماء إليها اليوم , هو الاستجابة لأولوية الحوار الداخلي وتلبية نداءاته أنى صدرت , وخاصة أنه الخيار الأخير الذي لن يجد السوريون بدا منه في نهاية المطاف , وأمثلة التاريخ والمجتمعات التي تؤكد ذلك كثيرة وماثلة أمامنا .. والعبرة لمن اعتبر !!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2130
القراءات: 2043
القراءات: 2450
القراءات: 2413
القراءات: 2186
القراءات: 2539
القراءات: 2506
القراءات: 2436
القراءات: 2204
القراءات: 2526
القراءات: 2741
القراءات: 2636
القراءات: 2328
القراءات: 2791
القراءات: 2846
القراءات: 2949
القراءات: 2728
القراءات: 3106
القراءات: 3056
القراءات: 3158
القراءات: 2559
القراءات: 3021
القراءات: 3511
القراءات: 3273
القراءات: 3329

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية