تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التراجع الأميركي ومساحة الإذعان..!

البقعة الساخنة
الثلاثاء 27-10-2009م
علي قاسم

تراجع الرئيس أوباما عن إعلان رؤيته للسلام، تراجعاً ليس الأول وليس بمقدور الرئيس أوباما أن يدعي أنه سيكون الأخير في ظل معطيات لا زالت تشي بسلسلة من التراجعات التي أبقت كل ما طرحه الرئيس أوباما مجرد شعارات تفتقد إلى ما يعكسها على أرض الواقع.

التسريبات المتعددة تشير إلى أن التراجع كان وفق نصيحة شفهية قدمتها وزيرة خارجيته هيلاري كلنتون، ومفادها أنه ليس هناك ما يشير إلى إمكانية تنفيذ ما يطرحه لأن إسرائيل لم يعد لديها الرغبة في مواصلة عملية السلام في الوقت الحاضر!! ولا هي بنية ذلك في المدى المنظور، مع الإصرار على الاستمرار في بناء المستوطنات.‏

نصيحة كانت قد تسربت من قبل، ولا سيما بعد الجولة الأخيرة للمبعوث الأميركي جورج ميتشل، وتأكدت بعد أن خفت الحديث الأميركي المتواتر عن عملية السلام وعن الرؤية الأميركية التي كانت حتى أمد قريب تغزو الإعلام الأميركي والعالمي، لتصل أخيرا إلى التراجع عن إعلان الرؤية المنتظرة لعملية السلام.‏

المثير أن التراجع الأميركي يأتي في ظل تطورات موازية لا تقل خطورة عن الموقف الأميركي ذاته حيال الكثير من الممارسات الإسرائيلية، فبعد الفشل في إيقاف الاستيطان رغم اللغط الطويل الذي رافقه، تأتي اليوم الممارسات الإٍسرائيلية تجاه الأقصى ومحاولات اقتحامه المتكررة، والتي تكاد ردة الفعل تجاهها، تغيب تماما عن الموقف الأميركي.‏

والأكثر إثارة أنه أيضا يأتي مع استمرار المناورات الأميركية الإسرائيلية المشتركة لتطرح بمجملها سلسلة من الأسئلة الملحة حول الأداء الأميركي والموقف من عملية السلام وكل ما طرحه الرئيس أوباما منذ وصوله إلى البيت الأبيض.‏

ثمة من يقول وربما هناك من يجزم أن التراجع الأميركي ليس أكثر من مقدمة لكثير من التطورات الدراماتيكية التي تنتظرها المنطقة، والقضية ليست في تأجيل إعلان رؤية بقدر ما هو انعكاس لواقع مزمن في الدور الأميركي لا زالت إدارة الرئيس أوباما عاجزة عن تخطيه، وربما غير جادة في فعل ذلك وهو الأصح، بدليل ان كل ما فعلته إزاء التحدي الإسرائيلي أنها استكانت لما أرادته إسرائيل ليس أكثر.‏

ولم يكن ذلك الوجه الوحيد للإذعان الأميركي غير المحدود لإسرائيل، بل يتجلى في الكثير من المعطيات وهو الانطباع الذي بات يشكل في الكثير من الأحيان الصيغة العملية للحضور الأميركي في المنطقة بكل ما يترتب عليه من عوامل خلل واضحة ستكون لها تداعياتها والخاسر الفعلي هو السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.‏

a-k-67@maktoob.com

تعليقات الزوار

وفيق عدس بحامض ، الضيعة  |    | 27/10/2009 13:34

يجب ان نعرف شيئا هاما وبديهي للغاية يا اخ علوش... وهو ان السياسة الامريكية في الشرق الاوسط هي سياسة اسرائيلية بحتة بحيث من الخطر بمكان انها وصلت هذه السياسة الى العمق الامريكي ومستقبله ايضا ، لقد تم ازاحة عدة رؤوساء امريكيين بسبب معارضتهم يهمنة السياسة الاسرائيلية على الشرق الاوسط ، وقد كان منهم كيندي ثم نيكسون ثم بوش الاب ، اسرائيل لا تسعى للسلام وانما تسعى للحرب عبر حلفائها ان ارادت عدم التدخل ، لقد تم وضع الصورة اوباما في البيت الابيض تلبية لاهداف اسرائيلية ويهودية سواء في الشرق الاوسط او امريكا ، وما التدريبات المشتركة بين امريكا واسرائيل الا انذارا لايران وحلفائها في حال نشوب نزاع شرق اوسطي اذا ما تم ضرب المنشأت النووية الايرانية ، من ان امريكا سوف تتدخل عسكريا وبشكل مباشر في حال تم انزال ضربات موجعة باسرائيل سواء من العمق الايراني او من جنوب لبنان من اجل حسم الصراع لصالح اسرائيل . المعادلة صعبة يا اخ علوش ، كما كان الرئيس الراحل حافظ الاسد يدركها تماما .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7094
القراءات: 1014
القراءات: 1172
القراءات: 958
القراءات: 959
القراءات: 946
القراءات: 1077
القراءات: 909
القراءات: 847
القراءات: 945
القراءات: 993
القراءات: 878
القراءات: 817
القراءات: 867
القراءات: 1071
القراءات: 950
القراءات: 768
القراءات: 957
القراءات: 979
القراءات: 1039
القراءات: 994
القراءات: 872
القراءات: 1042
القراءات: 951
القراءات: 1082

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية