منذ 42 عاما يعمل الاحتلال الصهيوني على طمس قضية القدس بتهويدها ،وكانت البداية باحراق المسجد الاقصى الذي ينتصب شاهدا على عروبة مدينة كانت رمزاً للتآخي .
لن تكون جريمة اقتحام جنود الاحتلال بالرصاص ساحات الاقصى وعدوانه على المصلين آخر الجرائم ولن يكون تصدي الفلسطينيين اخر جولات المقاومة ، ففي الذاكرة مالم يرحل او يغب .
الأقصى اطلق شرارة الانتفاضة الثانية و التي لم تكن بالحجارة ، كانت انتفاضة مسلحة جمعت كل البيت الفلسطيني ضد معتد يملك القوة و لا يملك الحق .
لطالما جمع الدفاع عن الاقصى المبارك ووحد الدم الفلسطيني الذي تفرق زمرا و ألوانا وشجع عنصرية اسرائيل على استكمال تهويد القدس و فرض الاستيطان لافراغها في كل اتجاه وفي مرحلة خطرة هاهي الآن تتجرأ على افراغ الاقصى من مصليه بقوة السلاح بعد ان افرغته من ترابه وانتهكته بالحفريات بحثا عن هيكل مزعوم لم تجد منه عظمة واحدة منذ 42 عاما .
كما فعلت بتقسيم المسجد الابراهيمي الشريف تسابق اسرائيل الزمن لتقسيم الاقصى وفي تحد للزمن الفلسطيني بشجاعة نادرة مدافعا عن القدس ومقدساتها وفي سباق مع تراخ عربي و اسلامي تقنص اسرائيل القدس لاخراجها من المفاوضات لتكون عاصمة ابدية لها تقضي لها الشرائع الارضية و السماوية؟!
إذا كانت فلسطين ومابعدها مستهدفة بالاحتلال و العدوان فالقدس لازالت العنوان الابرز لمطامع عصابات عنصرية شكلت كيانا اسمه اسرائيل تقتل و يغتصب ويرتكب المجازر دون رادع.
كما القضية الفلسطينية بتراخي بعض ابناء جلدتها في خطر ، فالقدس في عين اعصار التهويد و الاقصاء و الاقصى قضية تتجاوز الصراع على الاحجار كما تصوره اسرائيل للعالم ، وتتجاوز الشعارات و الخطاب الاعلامي و الادانات.
فالاقصى اشعل شرارة انتفاضة جمعت المقاومة ووفرت لها وحدة تبدو ايوم غائبة عن الساحة الفلسطينية .
تهويد القدس اكثر من نكبة وتقسيم الاقصى اكثر من خطر بما يحمله من مخاطر العنف و التطرف على المنطقة كلها فهل من صحوة وقد انهارت الطرق المؤدية الى سلام عادل ليس له شريك ؟!.