فإن منطقة التجارة العالمية wto تذكرنا في (كوبا) عام 1947 و( الاتحاد الأوروبي) بمدينة روما عام 1957 و( النافتا) تلك الاتفاقية الموقعة بين أميركا وكندا والمكسيك عام 1994 ومصرف (الميركاسور) بين الدول السبع في اميركا الوسطى بقيادة فنزويلا.. الخ.
فهل تدخل ( حلب وغازي عنتاب) التاريخ الاقتصادي حيث تعانقت سورية وتركيا وانطلق قطار التعاون والتكامل الاقتصادي بين البلدين كتجسيد الرغبة والارادة وحسن النية والثقة والمصلحة المشتركة في تحويل المنطقة الى واحة سلام وتحويل حقول الالغام الى حدائق ومعالم سياحية ترجمت عملياً بالغاء سمات الدخول حيث اجتمع أحد عشر وزيراً من كلا البلدين ليوقعوا على أكثر من ثلاث و ثلاثين اتفاقية وبروتوكولا في كافة المجالات ومنها على سبيل المثال التعاون في ( الاعمار- النقل- التصدير- الطاقة والكهرباء والغاز واقامة خط غاز بين حلب وغازي عنتاب-مكافحة الجفاف- تنمية الموارد المائية- التنسيق في المواقف الدولية والسياسية- الاستفادة من الخبرات والكفاءات- تطوير المنطقة الشرقية في سورية- المجال العلمي والثقافي والسياحي- التعاون المصرفي- التعاون في قطاع الاتصالات- اقامة مناطق حرة مشتركة- الطاقة الشمسية ..الخ).
وكل هذا يبنى على نجاحات كبيرة تحققت منذ عام 2004 حيث احتلت الاستثمارات التركية المرتبة الأولى في قائمة الاستثمارات الاجنبية في سورية وارتفع حجم التبادل التجاري من 17 مليار ليرة سورية عام 2004 ليصل الى 100 مليار عام 2008 مع الاشارة الى أن تركيا حققت معدلات نمو مرتفعة في السنوات الاخيرة تراوحت بين عامي (2004 و 2007) وحسب التسلسل كما يلي ( 9?- 7.4?-6.1?-7.8?) وبلغ ناتجها الاجمالي لعام 2007 بحدود 700 مليار دولار وهي من العشرين دولة الأوائل في العالم الصناعي وتجاوزت صادراتها 135 مليار دولار يغلب عليها السلع الصناعية وارتفع متوسط دخل الفرد من الناتج المحلي الاجمالي من 3300 دولار عام 2004 الى 9000 دولار عام 2008 برأينا: إن التعاون السوري التركي سيكون نموذجاً للعلاقات الدولية في منطقة تعتبر من أهم مناطق العالم. وستكون سورية نافذة تركية الى السوق العربية وتركيا نافذة سورية الى الدول الأوروبية. ولدينا امكانيات كبيرة لتحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي ولا سيما بعد انكشاف حقيقة الكيان الصهيوني من قبل القيادة والشعب التركي وتجلى في توقيف المناورات المشتركة وتراجع التبادل التجاري بينهما بحدود 40? مقارنة مع العام الماضي.
وهذا التعاون سيؤدي الى ترسيخ معالم الاستقرار والامن في منطقة تحمع بين ( قارة آسيا وافريقيا) وقد كتب الكثير عن أهميتها وخاصة ما كتبه العالم ( ماكيندر) وعرف بعد ذلك باسم ( صيغة ماكيندر) وجوهرها أن من يسيطر على (أورواسيا أي هذه المنطقة وما يجاورها يسيطر على قلب العالم وبالتالي على العالم). ولتفعيل العلاقات بين البلدين ولاسيما بعد تشكيل مجلس التعاون الاستراتيجي فإننا نقترح البدء بالتركيز على تحويل المزايا النسبية الى مزايا تنافسية ونقترح لذلك ما يلي:
1- بناء المنشآت السياحية والمناطق الحرة على الحدود المشتركة .
2- تأسيس الشركات المشتركة والمجمعات الصناعية خاصة في قطاع الصناعات التحويلية سواء كانت نسيجية أم غذائية أم هندسية أم كيميائية أم اسمنتية ..الخ
3- العمل لتعظيم وزيادة القيمة المضافة وتشغيل اليد العاملة وتقوية العلاقة بين الزراعة والصناعة والقطاعات الأخرى.
5- تنسيق السياسات الاستثمارية حيث إن للاصدقاء الاتراك خبرة طويلة في هذا المجال من خلال الجمع بين ( الاستثمارات الاسلامية ) (الاستثمارات الدولية).
6- التعاون في كافة المجالات الأخرى من (تعليمية- ثقافية- صحية- سياحية..الخ)
7- تشكيل مجلس علمي لمتابعة خطوات التنفيذ لتحديد نقاط الضعف لمعالجتها ونقاط القوة لدعمها والاستعداد لمواجهة الازمات الاقتصادية العالمية الحالية والقادمة مثل الازمة الغذائية والاقتصادية المالية العالمية الحالية وتداعياتهما.
8- التنسيق في المجالات النقدية والمصرفية وخاصة في ظل الفوضى العالمية في اسعار الصرف والتشابكات المالية الناجمة عن زيادة ( المشتقات المالية) اضافة الى التعاون في مجال الشركات التأمينية وغيرها.