في غزة ، المفتاح الذي فتح بوابة القانون الدولي التي ظلت مغلقة بالفيتو الاميركي لعقود طويلة ، كدنا خلالها نفقد الثقة تماماً بعدالة الشرعية الدولية التي تتستر على جرائم الاحتلال الصهيوني بكل تصنيفاتها وتوصيفاتها.
فإذا اعتبر البعض أن ادانة تقرير غولدستون لاسرائيل انتصار للشهداء الفلسطينيين ، فإن الثمن كان غالياً وغالياً جداً تجسد في صمود بطولي على الارض ، ومقاومة الاحتلال والحصار والتصدي لجرائمه باللحم الحي، وهذا ماقلب الحسابات وشكل نقطة ارتكاز أولى لمجلس حقوق الانسان لتطبيق عدالة عدم الافلات من العقاب لكل مجرمي الحروب، ووفر أرضية قانونية وسياسية وقضائية لمحاسبة اسرائيل والدفع بقادتها المجرمين الى قفص محكمة الجنايات الدولية في لاهاي.
من جنيف إلى لاهاي ، بالطبع الطريق شاقة وطويلة وعلينا أن نعمل مع المنظمات الحقوقية الدولية لتأمين الجولات القادمة بهدوء ووعي وببعد عن التسييس وبحسابات قانونية دقيقة حتى لاتفلت منا تلك اللحظة الدولية الثمينة التي استنفرت قادة العدو الصهيوني لخطفها مهددين بسيف فيتو اميركي ادمنت اسرائيل عليه ، عندما توضع فظائع مجزرة الرصاص الذي سكب الموت والابادة فوق غزة على طاولة الكبار في مجلس الامن الدولي.
نحن لانتوقع ألا ينتصب سيف جلاد الفيتو في وجه حقوقنا،لكن يبقى الأمل أن فتح بوابة قلاع القانوني الدولي لم يكن صحوة ضمير أو انتصاراً للشرعية ، فالعالم لايتضامن مع ضحية لانها ضحية ولا يقف مع شرعية تعين مهزوماً أو متخاذلاً ، إنه يقف مع ضحية آمنت بحقوقها وقاومت مجرمي الحرب ومع حالة فاض الكيل بها واصبحت تهدد حتى من يفرط بها لكي يتحقق السلام المفقود في الشرق الاوسط يجب ان يتحقق العدل أولاً، وتعاقب اسرائيل على مجازرها وهذه اولى مهام رئيس أميركي وعد بحل عادل لقضيتنا ومنح جائزة نوبل للسلام إذا ما صحت مقولة «إنما الاعمال بالنيات».
لن نسعى لمزيد من الادانات لجرائم الكيان الصهيوني ففي الادراج مايكفي «نريد أن يدق الحديد وهو حام» ونرى من ارتكبوا مذبحة غزة وراء قضبان الجنائية الدولية ، والأمل كبير .