تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين النقيق والصراخ

أبجــــد هـــوز
الثلاثاء 20-10-2009م
فواز خيو

يولد الإنسان وهو يصرخ ويودعونه بالصراخ، وما بين الصراخين صراخ طويل طويل، عندنا إذا أرادوا أن يعزّوا بشخص فإنهم يقولون: لقد انتقل من دار الفناء إلى دار البقاء، أي هذه الحياة الدنيا هي حياة فانية لا قيمة لها.

الحكومة ووزاراتها ومؤسساتها كلها مؤمنة، أي واثقة بأن حياتنا هذه فانية تافهة، يجب ألا نكترث بها وهي تدفعنا للاهتمام بالآخرة.‏

اللهم أدم عليهم ورعهم وتقواهم وادخلهم جنتك بالسرعة الممكنة ولا تضيع لهم تعبهم.‏

كنت في التسعينيات إذا كتبت زاوية،أعلم في نفس اليوم عن تحرك لجنة تفتيش إما من الهيئة أو من الوزارة وأحياناً من رئاسة الحكومة حين يكون الموضوع كبيراً وخطيراً، وأحياناً يلفلف الموضوع لكنك تطمئن إلى أن هناك من يحسب الحساب للصحافة وما تنشر.‏

الآن ونظراً للإيمان المطلق بأن حياتنا هذه فانية فإنهم لا يكترثون بشيء، لا أحد يتحرك، لا أحد يرد، بل على العكس يأتي الرد أحياناً في تصريحات تعبر عن جرأة لامثيل لها في تكذيب ما هو ساطع الوضوح لدرجة الفضيحة . وهنا تصبح الفضيحة مزدوجة.‏

أن تصرخ وأن تنفلق من الصراخ.. يصبح صراخك مألوفاً وكأنه طبيعي ، وصمتهم(تطنيشهم) أكثر من طبيعي . وهكذا تتحول إلى مهرج أو ثرثار في مطحنة، حتى أنت لم تعد تسمع صوتك.‏

ربما هناك من يريد تحويلنا إلى ضفادع، ننق في مستنقع لا قرار له ،ربما صوتنا يكسر شيئاً من صمت الليل، وربما يستمتع البعض بصوتنا، لكنه عاجز عن تحويل المستنقع إلى مياه عذبة.‏

رغم ذلك فإنك تستمر في الصراخ على أمل أن تحصل معجزة تعطل محرك المطحنة لو قليلاً، ويصبح الصوت مسموعاً . أو أن الصراخ تحوّل إلى عادة . وفي هذا تقوية للحبال الصوتية وخدمة لواقعنا العربي، حيث يصنفوننا بأننا أمة صوتية.‏

مرّ شاب على رجل عجوز يعاني من ضعف السمع وربما لديه شيء من البلادة .‏

الشاب: مرحبا‏

العجوز: ها؟‏

الشاب:(عبقول مرحبا)‏

العجوز:آ....‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 فواز خيو
فواز خيو

القراءات: 1114
القراءات: 1079
القراءات: 994
القراءات: 1212
القراءات: 986
القراءات: 1668
القراءات: 1061
القراءات: 1046
القراءات: 4668
القراءات: 1221
القراءات: 1120
القراءات: 1118
القراءات: 1257
القراءات: 1579
القراءات: 1190
القراءات: 1259
القراءات: 1191
القراءات: 1205
القراءات: 1195
القراءات: 2943
القراءات: 2430
القراءات: 1883
القراءات: 2007
القراءات: 1244
القراءات: 1389

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية